لعل أكثر ما تخشاه النساء الحوامل مع اقتراب موعد ولادتهن، هو خطر نزول ماء الولادة (ماء الرأس) بكميات كبيرة؛ فهن لا يتمنين عيش ذلك السيناريو المرعب، أو التعرض لتبعاته وتداعياته.
ومع هذا، فقد علقت على ذلك جويس غوتسفيلد، طبيبة أمراض النساء والتوليد لدى مركز Kaiser Permanente في دينفر، بقولها/ "نزول ماء الولادة هو عادة أمر أقل إثارة بكثير عما يتصوره الناس. والحقيقة أن كمية الماء التي تنزل من النساء قبل الولادة تتفاوت من واحدة لأخرى، فهناك نساء ينزل منهن كمية كبيرة، بينما أخريات أقل كمية، لكن من المهم اكتشاف الأمر والتعامل معه كما ينبغي".
لم ينزل ماء الولادة (السائل الذي يحيط بالجنين)؟
لفهم العلامات الدالة على نزول ماء الولادة بشكل أفضل، يجب معرفة الأسباب التي تقف وراء نزوله في المقام الأول؛ ففي أثناء الحمل، يكون الطفل الذي ينمو في الرحم داخل كيس مليء بالسائل الأمنيوسي، الذي يعمل كوسادة للجنين، ينظم حرارة الرحم ويساعد على نمو الجنين.
وفي مرحلة ما قبل الولادة، تتمزق أغشية الكيس الأمنيوسي ويخرج السائل من المهبل، وهي العملية التي يطلق عليها بشكل شائع اسم "نزول ماء الولادة".
وبالرغم من المفاهيم المغلوطة الشائعة، فإن نسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20 % من النساء يمررن بتجربة نزول ماء الولادة قبل المخاض. ومع هذا، فإنه يجب أيضا معرفة أن ذلك الكيس قد لا يتمزق أبدا وقد يولد الطفل بداخله في بعض الحالات النادرة للغاية.
ما هي العلامات الدالة على نزول ماء الولادة؟
عدم السيطرة على نزول الماء
أولى العلامات هي شعور المرأة عند نزول الماء بعدم سيطرتها على التدفق الحاصل، ويمكنها توقع نزول كمية تقدر بكوبين ونصف الكوب إلى 3 أكواب من هذا السائل الأمنيوسي، ويمكنها تقليل البلل بارتداء بطانة داخلية، فوطة صحية أو الجلوس على منشفة نظيفة.
نزول الماء صافي اللون وبلا رائحة
يتسم السائل الأمنيوسي عمومًا بكونه عديم الرائحة، رغم أن البعض قد يرون أنه يتمتع برائحة زكية أحيانا، كما أنه يكون صافي اللون عادة أو خفيفا مع وجود خطوط من الدم.
الشعور بضغط غير مؤلم
قد تشعر بعض النساء بضغط عند نزول الماء عليهن، وهناك أخريات يسمعن صوتا مشابها لصوت الفرقعة، يعقبه حدوث تسرب للسائل الأمنيوسي، لكن دون ألم في كلتا الحالتين.
الشعور وكأن هناك تسرب لماء البول
إذ إن نزول ماء الولادة يشبه سلس البول، الذي يشيع حدوثه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، ويمكنك التمييز بين السائل الأمنيوسي وماء البول من خلال اللون والرائحة، فماء البول لونه أصفر وتنبعث منه رائحة الأمونيا، بينما السائل الأمنيوسي يكون عادة بلا رائحة، وهذا هو الفارق الرئيسي، الذي يتيح لك التمييز بينهما بسهولة.
ماء الولادة لا يكون لزجا وسميكا مثل الإفرازات المهبلية
بينما قد يتشابه السائل الأمنيوسي والإفرازات المهبلية كونها بلا رائحة، لكن الإفرازات تكون أكثر سمكًا ولزاجة، بينما السائل يكون مائيا ورقيقا للغاية، وهذا هو الفارق.
كيف تتصرفين حال نزول ماء الولادة؟
- لو نزل عليك قبل الأسبوع الـ 37:
قد يقوم الطبيب ببعض الخطوات التي تؤخر المخاض لمنح الجنين المزيد من الوقت للنمو.
- لو كانت رائحة السائل الأمنيوسي كريهة أو تبدو مخضرة أو بنية أو بها الكثير من الدم:
قد يكون ذلك دليلا على إخراج الجنين أول براز له، وهنا يجب أن يتدخل الطبيب، لفحص حالته عن قرب، والاطمئنان على أن الأمور طبيعية لحين موعد ولادته.
- لو لم تشعري بتقلصات خلال 24 ساعة من نزول الماء:
قد يتدخل الطبيب ويعطيك مضادات حيوية عن طريق الوريد للوقاية من خطر إصابتك بالعدوى.
- لو ثبتت إيجابية إصابتك بعدوى المكورات العقدية المجموعة "ب" :
حينها سيحتاج الطبيب لفحص حالتك بعد نزول ماء الولادة لبدء معالجتك بالمضادات الحيوية قبل الولادة، ولتقليل احتمالات تعرض طفلك للخطر أثناء مرحلتي المخاض والولادة
