الأبوة المفرطة.. كيف يتخلص منها الآباء والأمهات؟

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
2 يونيو 2022,2:42 ص

الأبوة المفرطة مصطلح يطلق على الآباء الذين يولون اهتماما كبيرا بتجارب أطفالهم ومشاكلهم، وكان أول استخدام له في كتاب Parents & Teenagers لمؤلفه، دكتور هايم غينوت، عام 1969، وكان القصد منه إبراز الطريقة التي يفرط بها الآباء في الاهتمام بأطفالهم؛ إذ يكونون كطائرات الهليكوبتر التي تحوم فوق الرؤوس.

وعلقت على ذلك دكتور آن دانيوولد، الطبيبة النفسية المعتمدة بالولايات المتحدة، بقولها "تعني الأبوة المفرطة الانخراط في حياة الطفل بطريقة تعكس مدى إفراط الأب في السيطرة، الحماية والكمال، بطريقة تتجاوز المسؤولية الطبيعية أو النمطية للأبوة والأمومة".

ما هي الأبوة المفرطة؟




ينطبق هذا المصطلح في الغالب على الأبوين اللذين يساعدان أبناءهما في المرحلة الثانوية أو المرحلة الجامعية على إنجاز المهام التي يمكنهم إنجازها بمفردهم. لكن في العموم، ينطبق هذا المصطلح على الأبوين مع أي من أبنائهما في مختلف مراحلهم العمرية.

لم يفرط الأبوان في الاهتمام بأطفالهما؟




- الخوف من العواقب الوخيمة

قد يكون الدافع وراء هذا الاهتمام الزائد من جانب الأبوين هو تخوفهما من حصول أبنائهما على درجات منخفضة، استبعادهم من الفريق الرياضي أو إخفاقهم في مقابلة عمل، خاصة إذا كانا يشعران بعجزهما وعدم قدرتهما على تقديم يد العون والمساعدة.

- مشاعر القلق والتوتر

قد يكون لديهما مشاعر قلق من الوضع الاقتصادي، سوق العمل والتطورات العالمية بشكل عام، ما يجعلهما أكثر ميلا للرغبة في التحكم بحياة أبنائهما في مسعى لحمايتهم.

- الإفراط في التعويض

يمكن للأبوين اللذين لم ينعما في حياتهما بالحب والاهتمام أن يحاولا تعويض أبنائهما ذلك الشعور، ولهذا يميلان للإفراط في تعويض أبنائهما ما سبق أن مرّا به في حياتهما، حتى لا تتكرر ظروفهما الصعبة مع أبنائهما، ولهذا يكونان أكثر خوفا وحرصا عليهم.

- الشعور بضغوط نتيجة ما يقوم به الآباء الآخرون

إذ قد يكون السبب وراء إفراط الأبوين في الاهتمام بأبنائهما ناتجا عن شعورهما بالضغط بسبب قيام غيرهما من الآباء بالأمر نفسه مع أبنائهم، ما يضطرهما لتقليدهم والسير على خطاهم.

تأثير الأبوة المفرطة على الأطفال




تأثيرات الأبوة المفرطة واسعة المدى، لكن يمكن إيجاز أبرزها في النقاط الآتية:

- قلة الثقة بالنفس واحترام الذات

المشكلة الرئيسية للأبوة المفرطة هي أنها قد تنقلب لضدها، وتأتي بنتائج عكسية، من أهمها فقدان الأبناء أو الأطفال ثقتهم بأنفسهم، نظرا لتدخل الآباء في كل صغيرة وكبيرة.

- عدم تطور مهارات التأقلم والتكيف

يشعر الأطفال أو الأبناء مع تزايد اهتمام والديهم بهم بأنهم أقل كفاءة من غيرهم فيما يتعلق بالقدرة على التعامل مع الضغوط والمشاكل الحياتية التي يتعرضون لها مع الوقت.

- زيادة الشعور بالقلق

ثبت من خلال دراسة أجراها باحثون من جامعة ماري واشنطن أن الأبوة المفرطة ترتبط بتزايد مستويات القلق والاكتئاب لدى الأطفال نتيجة لتدخل الآباء الزائد في حياتهم.

- الشعور بالاستحقاق

يتولد لدى هؤلاء الأطفال شعور بالاستحقاق مع تعودهم على كثرة تدخل والديهم في حياتهم وإقدامهم على التعديل عليها من كافة الجوانب، سواء الاجتماعية، الرياضية والأكاديمية.

- عدم تطور المهارات الحياتية

يؤدي عادة هذا التدخل الزائد من الوالدين في حياة أبنائهما إلى جعلهم غير قادرين على إتقان أبسط المهارات في حياتهم، مثل ربط الحذاء، تنظيف الأطباق، غسل الملابس، إعداد وجبات الغذاء وكذلك مراقبة مدى تقدمهم الدراسي، وهو ما يعود عليهم بالسلب في الأخير.

كيف يمكن للأبوين تجنب الإفراط في اهتمامهما بأطفالهما؟




ينصح الخبراء بضرورة أن يقلل الأبوان من هذا الاهتمام الزائد، وأن يمنحا الفرصة لأبنائهما كي ينجزوا بأنفسهم المهام القادرين على إنجازها ذهنيا وبدنيا، لأن ذلك من شأنه أن ينمي لديهم ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم أكثر مرونة في مواجهة الصعاب والمشكلات.

google-banner
foochia-logo