انتهت مسيرة الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بعد أكثر من عقدين من العمل كصحفية، نقلت خلالها صورة وجع الفلسطينيين، لكن السترة والخوذة الصحافية التي ترتديها لم تستطع حمايتها من رصاص الجيش الإسرائيلي الذي أصابها في رأسها.
الجمهور الفلسطيني والعربي فُجع بمقتلها صباح الأربعاء، في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، أثناء تغطيتها الصحفية للأحداث الجارية هناك.
شيرين أبو عاقلة، ولدت عام 1971 في القدس لعائلة مسيحية، درست في البداية الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، لكن محبتها للصحافة قادتها لدراستها؛ فتخصصت بالصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك الأردنية.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين، وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو الدولية، ولاحقًا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية.
عادت إلى مقاعد الدراسة، ونالت عام 2021 دبلوما في الصحافة الرقمية من جامعة بيرزيت الفلسطينية، حتى تتقن كل المهارات الرقمية الجديدة على الصحفيين في العصر الرقمي.
وكانت شيرين أبو عاقلة قد قالت في "برومو" بثته قناة الجزيرة خلال الاحتفال بذكرى تأسيسها الـ25 في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلا ربما أن أغيّر الواقع لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم".
وأضافت أن إسرائيل كانت دائمًا توجه إليها الاتهامات، وكانت دائما تشعر بأنها مستهدفة في مواجهة كل من الجيش والمستوطنين.
وبشأن خصوصية المرأة في العمل الصحافي التلفزيوني في المجتمع الفلسطيني ذكرت:" وجود جو اجتماعي متفهم لعمل الإعلامية يعطيها هامشا كبيرا من الحرية، ويساعدها على الإبداع والنجاح، لكن إذا كانت هناك مضايقات اجتماعية فإنها تحد من حرية الإعلامية ومن قوة العمل أيضا، فأنا في بداياتي كان هناك تفهم كبير من قبل الأهل، وهذا ما أعطاني هامشا من الحرية في العمل، بالعكس انعكس ليكون حافزا لي للعمل".