مع قرب انتهاء حلقات المسلسلات التلفزيونية التي تعرض في رمضان الجاري، استطاع المسلسل الشامي "حارة القبة 2" تأليف أسامة كوكش، إخراج رشا شربتجي، أن يحقق أصداء إيجابية، على الرغم من الجدل الذي يتراوح بين منتقدين لأحداثه وبين متابعين لها، ينتظرون نهاية الجزء الثاني ليتبينوا نهاية الخلافات والأحداث التي بدأت مع الحلقات الأولى للجزء الأول.
كما اعتبر متابعون آخرون أن المسلسل حافظ على محبة الجمهور، ومتابعتهم له، لا سيما بعد أن حقق بموسمه الأول نجاحا واسعا، وأصداء إيجابية.
عمل مختلف وآراء إيجابية
ولاحظ الجمهور أن أبرز الأمور التي جعلت "حارة القبة 2" مختلفا هو استكمال أحداثه بعنصر التشويق ذاته الذي شهدته حلقات الموسم الأول، فما يزال يتناول أحداثا مهمة ومفاجآت لم يتوقعها الجمهور، ولا تكاد تخلو حلقة من حدث ما يصعّد من حالة التشويق لدى الجمهور.
كما تطرق للحديث عن قصص حب، وحالات مختلفة عما عرفه الجمهور في مثل هذه المسلسلات، خاصة فيما يتعلق باللقاءات التي تتم بالسر بين العشاق، ودعم العائلة لهذا الحب، عدا عن خروجه عن نمطية المسلسلات الشامية الأخرى التي تتمحور حول "العكيد والزعيم" والقصص التقليدية التي تعرض عادة، كما يحتوي على قصص اجتماعية وإنسانية مختلفة بطريقة الطرح.
سلافة معمار مستمرة بالنجاح
ولفتت الفنانة سلافة معمار أنظار الجمهور بشخصية "أم العز"، معتبرين أن شخصيتها إحدى أهم الركائز الأساسية التي يقوم عليها المسلسل، وسببا كبيرا في شهرة العمل ووصوله إلى نسبة شعبية وجماهيرية كبيرة، ليس فقط على صعيد الشارع السوري وإنما على مستوى الوطن العربي أيضا.
و "أم العز" هي امرأة دمشقية، وأم مضحية ومتفانية، ترفض الخنوع والذل، ويهمها كرامتها بالدرجة الأولى، لكنها تحولت في الجزء الأول على إثر حادثة محاولة اغتصابها إلى امرأة مضطربة نفسيا غريبة الأطوار والتصرفات مع زوجها وباقي أفراد عائلتها.
وتلقت معمار الكثير من الإشادات والتفاعلات من جمهورها بشكل عام، ومتابعي المسلسل بشكل خاص على إبداعها وتقمصها للشخصية، لترسم ملامح "أم العز" ببراعة ومهارة متقنة، مع الاهتمام بأدق التفاصيل كلغة الجسد وتعابير الوجه.
كما تداول رواد السوشيال ميديا فيديوهات مختلفة لمشاهد لها في المسلسل، أبرزها بعدما طردها زوج ابنتها "غازي بيك- خالد القيش" من منزله، ولم تجد لها مأوى، لتتوجه إلى منزل أخيها وتبقى ساعات تنتظره ولا يحضر، ثم تعود إلى منزل"ابو العز" وهي في حالة هستيرية من البكاء، لتقول جملة: "والله الموت فيه كرامة أكتر من هالعيشة يلي عايشتا".
وتذهب "أم العز" في اليوم التالي إلى منزل أخيها، لتتصاعد الأحداث عند محاولة زوجها "أبو العز" إعادتها للمنزل، لتقابله بالرفض، ويتفاعل الجمهور معها لأنها على حق بحسب رأيهم.
وكانت "أم العز" قد أخفت الكثير من الأمور عن زوجها لاسيما أمر لقاء ابنتهما "فاطمة- مرح حسن" مع "عمار- ملهم بشر" على سطح المنزل قبل زواجها ليفضحهما "طبنجة- فادي صبيح"، ويقوم زوجها "عادل- يامن حجلي" برمي الطلاق عليها ويصفها "بالعايبة".
وتواصل "أم العز" بالجزء الثاني محاولة حل بعض مشكلات أسرتها خاصة بعد سجن "أبو العز- عباس النوري" واستلامها قيادة أمور عائلتها، لتقع بالعديد من المشكلات بسبب عدم صوابية تصرفها، ومع ذلك تحافظ على قوتها، وثباتها أمام عائلتها، وأمام "أبو العز"، حيث لا تقبل منه أن يلقي كل اللوم عليها، فتواجهه بأحد المشاهد بأنه كان السبب في وصولهم إلى ارتكاب الخطأ.
ملل ومبالغة في الأحداث
على الطرف الآخر، ورغم الإشادات الكبيرة للمسلسل، لكنه لم يسلم من الانتقادات، إذ وجد بعض المتابعين أن سير الأحداث كان بطيئا جدا، ولم تكن مشوقة بل مملة، عدا عن أنه حمل في أحداثه مبالغة في الظلم.
وقال بعض المتابعين إنه لا يجب استغلال نجاح أي عمل وتصوير جزء ثان منه، فهم بذلك "يقتلون" النجاح والشعبية التي حققها المسلسل في الموسم الأول، وهذا الذي حصل في "حارة القبة 2" على حد تعبيرهم، إذ وصفوا العمل "بالبارد والمبالغ به".
وشهدت الحلقات الأخيرة من المسلسل الكثير من المفاجآت، منها بيع "فارس" القرية التي يسيطر عليها "غازي بيك" إلى "آصف- أيمن بهنسي"، و زواج "أم ليلى- نادين خوري" من "آصف بيك " دون أن تسترد القرية، وكذلك عمل "طبنجة- فادي صبيح" في "مركز للشرطة، ومواصلته البحث عما يستغله، ومحاولة "غندورة- إمارات رزق" قتل "غازي بيك" انتقاما لمقتل زوجهها، إضافة إلى ظهور والدة "أبو الأحلام- محمد حداقي" والتي تؤدي شخصيتها الفنانة صباح الجزائري وكشف سرّه بوجود ابنة له لم يكن يعرفها أهل "حارة القبة".
وما زال المسلسل حتى الحلقة الـ 29 لم تتضح بعد معالمه نتيجة الصراع المتواصل بين "أبو العز" و"غازي بيك"، ويحاول كل منهما أن يتغلب على الآخر بالقوة تارة، وبالحيلة تارة أخرى.
وتدور أحداث المسلسل حول فترة الاحتلال العثماني على بلاد الشام، وما ينتج عن ذلك من قضايا مجتمعية مهمة كالفقر والجوع والتشرد بتصوير نمط الحياة في إحدى الحارات الدمشقية وتسليط الضوء بشكل مخصص على إحدى العائلات وهي عائلة "أبو العز".
وبحسب تصريح الشركة المنتجة؛ فإن المسلسل يتكون من خمسة أجزاء، ويشارك فيه نخبة من الفنانين منهم عباس النوري، سلافة معمار، فادي صبيح، خالد القيش، نادين خوري، نادين تحسين بك وغيرهم.