ساعات وتنتهي الحلقات الأخيرة من مسلسلات دراما رمضان الجاري 2022، وسط موسم حمل الكثير من المنافسة بين عدد كبير من الأعمال بالرغم من قلة العدد مقارنة بالأعوام السابقة، ويحسب لدراما رمضان هذا العام أنها لم تحظ بأخطاء كثيرة كما كان يحدث في سنوات سابقة حتى أن الأخطاء التي ظهرت لم تكن "فجة".
ورصد "فوشيا" بعض الأخطاء في الأعمال الدرامية لهذا العام وتمثلت في 5 مسلسلات فقط من بينها: "ملف سري، المداح، كسر عظم، المشوار"، وطرحت مسألة ندرة الأخطاء في الدراما هذا العام لمعرفة السبب وراء ذلك من جانب نقاد مهتمين بالصناعة، إضافة إلى بعض القائمين على صناعة الدراما من ذوي الخبرة، ومعرفة تأثير السوشال ميديا في مثل هذا الأمر.
*العلاقة بين المشاهد وصناع الدراما
قالت الناقدة المصرية ماجدة موريس، إن هناك أخطاء في دراما رمضان الجاري 2022، مثل ظهور محمد رمضان في بداية حلقات مسلسل "المشوار" بشعر مثل الأفارقة وهذا خطأ لانهم في منطقة يبدو فيها أنه "تائه" برفقة دينا الشربيني، إضافة إلى أن دينا وقعت في خطأ بشأن تركيب الأظافر بما لا يتناسب مع وضعها الاجتماعي، مبينة أنه كان هناك تعمد من جانب القائمين على العمل لأن يكون هناك "غموض" في المسلسل، من ناحية الحركة والأماكن وهذا الغموض غير مستحب.
وتابعت ماجدة موريس، أن الأخطاء ندرت للغاية في هذا العام إضافة إلى أن الأخطاء "القليلة" التي ظهرت في بعض الأعمال هذا العام من بينها: "ملف سري، والمداح.. أسطورة الوادي" ليست صادمة، وأنها بطبيعتها كناقدة لا تبحث بشأن الأخطاء إلا إذا صدمتها.
وبينت ماجدة موريس، أنه من المفترض ألا يكون هناك أخطاء وعندما كانت هناك فضائح على مدار السنوات الماضية بشأن الأخطاء التي كانت تظهر في بعض الأعمال يجعل صناع الدراما على مقربة من تدارك الأخطاء والتدقيق بشكل جيد في كل تفصيلة في العمل كي لا يحدث خطأ يتسبب في وجهات نظر سلبية ونقدية حول العمل.
وعقبت "موريس" أن النهاية بالنسبة لصناع العمل هو الإعجاب وليس الفضائح، وبالتالي تنبه الكثيرون لذلك، وهذا أمر جيد على مستوى الصناعة، رغم أن من نبههم إليه في الأصل هم رواد السوشال ميديا، ومن هنا رأت ماجدة أن صفحات على مواقع التواصل أشارت للسلبيات وأنتجت تداركا لتلك الأخطاء، مردفة أن العلاقة بين المشاهد وصناع الدراما أصبحت قريبة للغاية من خلال السوشال ميديا التي فتحت للكثيرين التعبير عن آرائهم أيا كانت طريقتهم أو أسلوبهم فهي مساحة للحرية يستخدمها الآخرون كما يشاؤون.
*السوشال ميديا والعقاب السريع
في السياق ذاته، اتفق طارق الشناوي، مع ماجدة موريس بأن السوشال ميديا كانت ذات تأثير كبير على صناع الدراما بعد تنويههم للأخطاء التي يقع فيها البعض، متابعاً أن مواقع التواصل ساهمت بأن يتغلب القائمون على الصناعة على الأخطاء، لأن السوشال ميديا عقابها سريع، وهذا شيء جديد ظهر منذ 15 عاما، وهذا جعلهم أكثر حرصاً من أي وقت مضى.
وعقب الشناوي، أن المشاهد عندما يلاحظ الخطأ أو يتم التحدث عنه بشكل سلبي يفقد العمل الفني رونقه وتواصله مع الجمهور، ومن هنا ربما لعبت منصات التواصل الاجتماعي دوراً في الحد من الأخطاء، ولكن في كل الأحوال لابد لصناع الدراما أن يكون لديهم مرجعية، وضرب مثلاً بمسلسل "فاتن أمل حربي" ووجود تفاصيل فقهية وقانونية ذات مرجعيات، وهذا جزء من الثقافة، فمثلما يوجد مراجع للهجات مع الممثلين في عمل صعيدي لابد من وجود ثقافة في كافة الأعمال.
وأكد طارق الشناوي، أنه لاحظ كناقد فني متابع لكل الأعمال التي تطرح في دراما رمضان، ندرة الأخطاء هذا العام حتى أن الأخطاء القليلة تم الإشارة إليها من رواد وسائل التواصل الاجتماعي مثل وجود هاني سلامة في فترة عمرية لا تتوافق مع طبيعة شخصيته كرئيس محكمة استئناف في حلقات مسلسل "ملف سري"، وفي المجمل الأخطاء قليلة للغاية.
*روح العمل الجماعي
وعقب المخرج المصري محمد فاضل، قائلاً إن ندرة الأخطاء في دراما رمضان ظاهرة تستحق أن نقف أمامها وهي تعود بشكل أولي إلى التركيز من جانب صناع العمل، مبيناً أنه ورغم التأخر في بدء تصوير بعض الأعمال إلى أن هناك حالة تركيز واضحة من جانب الجميع، ويبدو أن كل شخص كان يعمل في تخصصه ويتواصل مع الآخر في ذات العمل.
وأوضح أن صناعة الدراما عمل جماعي بالمقام الأول، ولوحظ أن روح العمل الجماعي كانت سائدة في كل لوكيشن تصوير.
وبين فاضل، أن السوشال ميديا تعد عاملاً مهماً، لكنها في المقام الأول هدفها إبراز السلبيات لبدء الانتقادات، ولكن تم تدارك حجم الأخطاء لتفاديها، مستبشرا خيراً في السنوات القادمة بأن تستمر تلك الظاهرة التي تعد في صالح الفن، والمشاهد بشكل خاص، وأردف أن قلة عدد الأعمال المعروضة هذا العام عن سابقيه ربما ساهمت في عدم ظهور أخطاء كثيرة.
وأوضح مدير التصوير المعروف سعيد شيمي، أن السوشال ميديا ساهمت في الحد من الأخطاء التي كانت تظهر في العديد من مسلسلات رمضان في السنوات الماضية، إلا أنه نوه لوجود عنصر التكنولوجيا في الكاميرات والمعدات وربما هذا يمنح صناع الدراما نوعا من الأريحية للعمل في أجواء أكثر تركيزاً وجدية.