أعرب المخرج السوري باسم السلكا، عن سعادته بمحبة الجمهور والأصداء الإيجابية التي يحققها مسلسل "على قيد الحب" إخراجه، وتأليف فادي قوشقجي، وإنتاج شركة "إيمار الشام".
وأضاف السلكا أن هدفه الأول في العمل كان إعادة الجمهور للزمن القديم والجميل، دون التطرق للحرب وما نتج عنها من مشاكل، وهذا الذي حققه واستطاع إيصاله للجمهور.
وتابع السلكا خلال إطلالة له عبر "إذاعة شام إف إم" السورية، أن المخرج يكون في حالة تخوف من النتيجة التي ستظهر للجمهور بعد عرض العمل، لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، والجمهور يتابع كل الأعمال الدرامية بتنوع اتجاهاتها، لذلك هو بدوره ينتقي العمل الذي يقتنع بفكرته، ومن الممكن أن يخرج عن السياق، ليقدمه بأسلوب جيد يقنع من خلاله الجمهور.
كما تطرق للحديث عن ابتعاد "على قيد الحب" عن مشاكل الحرب، مؤكدا عدم حبه لأرشفة هذه الظروف الصعبة في أعماله، ولتقديم عمل درامي اجتماعي ينتمي للزمن الجميل، عدا عن طريقة طرح العمل التي تطلبت منه تذكير الجمهور بالدراما القديمة، والتي كانت خالية من الأمراض المزمنة وبريئة على حد تعبيره.
وانتقد تناول الدراما الاجتماعية في السنوات الأخيرة على أنها مستوى ثالث من الأعمال التلفزيونية، إذ كان الاهتمام فنيا وإنتاجيا وتقنيا يذهب فقط للأعمال الرائجة كأعمال "المنصات والأكشن"، فالدراما الاجتماعية كانت مسبقا تقدم مسلسلات ضخمة وتُعامل كمعاملة العمل التاريخي من حيث الإنتاج.
وأشار إلى أن فريق مسلسل "على قيد الحب" كان مؤمنا بشكل كبير بالعمل، أما اختيار الممثلين فالسلكا يتبع "توليفة معينة"، أي في حال لم يتم الاتفاق مع ممثل معين، يقوم السلكا بتغيير عدة ممثلين غيره، ليختار الانسجام والتوليفة المناسبة بينهم.
كما أكد وجود تحديات كبيرة في العمل، فتقديم الفنان جرجس جبارة بشخصية مختلفة، جعل جرجس مستغربا إذ قال له: "أكيد انت باعتلي هالشخصية"، نظرا لكونه يجسد هذا الدور للمرة الأولى في تاريخه الفني، بالإضافة إلى تقديم رنا كرم بطريقة مختلفة.
ورد على الانتقادات التي تطاله بشأن إعادة تقديم ثنائية هافال حمدي وترف التقي، بعد مسلسل "بورتريه"، بين أن طريقة التقديم مختلفة، فهو لم يكرر الفكرة، وإنما قدمهما بطريقة جديدة كليا، وهذا استثمار بالنسبة له فالانسجام بينهما كبير، وممكن أن يقدمهما في مسلسل آخر كأخوة.
ولفت إلى أن "على قيد الحب" تعاون من خلاله مع عدد كبير من الفنانين كأول مرة مثل دريد لحام، صباح الجزائري، نادين خوري، والجمهور تجاهل هذا الموضوع، واتجه لانتقاد ثنائية هافال وترف على حد تعبيره.
كما أن إعادة تقديم ثنائية الفنان دريد لحام وأسامة الروماني، كانت بمثابة التحدي، لاسيما بعد انقطاع دام 42 عاما، إضافة إلى غياب أسامة الطويل عن الدراما وأخذه دور بطولة فورا.
وبيّن أن مشهد حادث الطفلة قام بتقديمه بطريقة مختلفة بعيدة عن الدماء، لهدف درامي أولا، فالطفلة شاهدت من الذي ضربها، وبمجرد قيامها ستعرف هذا الشخص، أما لباسها الأبيض لتشبيهها "بالملاك"، والموسيقى المرافقة للتأثير بالجمهور، كما اعتمد اللقطات البطيئة على الرغم من صعوبتها فالأخطاء تصبح متاحة ليرصدها الجمهور.
وأبدى سعادته لتشبيه مسيرته بالمخرج الراحل حاتم علي، إذ وصفه بالمخرج الذي لن يتكرر، وكان يتناول الأعمال الاجتماعية بجدية كبيرة، عدا عن إدارته الاستثنائية للممثلين وللنص وتقديم الفكرة.
وأشار إلى أنه في أحد ديكورات "على قيد الحب" تم وضع صورة المخرج الراحل حاتم علي، بالإضافة إلى عدة أشخاص مؤثرين بالسلكا بشكل شخصي، وصورة طلحت حمدي وأغنية "الفصول الأربعة".
أما السرعة التي نشأت فيها علاقة الحب بين "نمر وكندا"، بين عدم استهجانه بالفكرة عند قراءة النص، نظرا لأنه مر بهذه التجربة مع زوجته، وأشهر قصص الأدب تروي الحب من أول نظرة.
كما أبدى تخوفه من المديح في أعماله، نظرا للمبالغة التي قد تحدث، والتي تؤدي إلى الاستمرار في الأخطاء من وجهة نظره.