الثقة من السمات التي توصف بأنها "أساس أي شيء"، فمن دونها، لا تستوي الأمور، ولا تسنح الفرصة لبناء علاقات صحية متينة، لأنها أهم معيار يمكن الارتكاز عليه بهذا الصدد.
وقد علقت على ذلك تيريزا هيرينغ، خبيرة معالجة المشاكل الزوجية والأسرية المعتمدة، بقولها "لو كنت ترغبين في التمتع بإقامة علاقات صحية وسعيدة على المدى البعيد، فإنك ستحتاجين لإعطاء الأولوية لبناء الثقة والمحافظة عليها. لأنه من دونها، لن تستوي باقي الأمور، التي من ضمنها العلاقة الحميمة والتواصل العاطفي".
ما هي الثقة؟
ردت على ذلك شونتريس بارك، معالجة المشاكل الزوجية والأسرية المعتمدة، بقولها "الثقة هي شعور الأمان النفسي، البدني والعاطفي الذي يتولد حين يكون الشخص متسقا مع سلوكه". والحقيقة أن شعور الثقة عادة ما يرتبط بشعور الدعم والأمان، الذي يلمسه الشخص في غيره، حال احتياجه إليه في بعض المواقف التي يتعرض لها.
لم من الضروري الاهتمام ببناء الثقة؟
كما أشرنا سلفا، الثقة هي الأساس بالنسبة لعديد الجوانب الخاصة بأي علاقة متينة، كما أن استثمار الوقت لتطوير تلك العلاقة سيؤدي لشعورك بقدر أكبر من الأمان والسعادة.
وفيما يلي بعض الأسباب التي توضح لك أهمية بناء الثقة في العلاقات:
1- تقليل الصراعات؛ لأن الثقة عادة ما ترتبط بتزايد الشعور بالأمان في العلاقات عموما.
2- إتاحة الفرصة للشريك كي يشعر بنفسه ويتصرف بالطريقة التي تعبر عن شخصيته.
3- توطيد التواصل بصورة حقيقة بعيدا عن مشاعر الزيف والاصطناع.
كيف يمكنك بناء الثقة في العلاقات؟
نستعرض معك فيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على بناء الثقة في علاقتك بالشريك:
1- كوني في الموعد حين يحتاج إليك الشريك، لأن ذلك الموقف الداعم والمساند من شأنه تعزيز مشاعر الثقة بينكما، ومن ثم سيكون بمقدوركما مواجهة مختلف الظروف الصعبة.
2- اهتمي بالتواصل والتفاعل مع الشريك، لاسيما على صعيد المشاعر، حيث إن اهتمامك بها والإنصات له أمر من شأنه أن يعزز مستوى الثقة ويعمل على تقويتها كذلك.
3- استمري في تقديم الدعم والمساندة، دون كلل أو ملل، لأن ذلك يعد ضمانا على تعزيز مستوى الثقة وتطويرها، وهو ما ستلحظين نتائجه بصورة ملموسة مع مرور الوقت.
4- صارحي الشريك بمخاوفك وبنقاط ضعفك، ولا تخشي من ذلك، لأن المصارحة في كل ما يخص العلاقة، حتى نواقصك الشخصية، أمر سيساعد على زيادة مستوى التقارب، ومن ثم تعزيز مستوى الثقة ورفعها لأعلى درجة ممكنة، ما يعود عليكما بالنفع.
5- أعطي الأولوية للوقت الجيد الذي يمكن أن تتبادلا فيه المشاعر والعواطف بشكل صادق.
6- اهتمي بوضع حدود لضمان تعزيز مستوى العلاقة وفرض الاحترام والود بشكل منظم.
7- اهتمي بمعاملة بعضكما البعض بكل ود واحترام ؛لأن الانتقاد وانتقاص الذات أمور تعمل على تآكل جسور الثقة، ومن ثم لابد من فرض لغة الاحترام بينكما لتعزيز الثقة وإنمائها.
8- كوني على قدر المسؤولية وقولي ما تعنينه ونفذي ما تقولينه لتضمني تطوير الثقة وتعزيزها.
9- اعترفي بالخطأ وقدِّمي الاعتذار حال اقترفت ثمة شيئا خطأ، لأن ذلك من شأنه أن يعلي مكانتك في نظر الشريك ويمنع أي شكوك من التسلل إليه، وبالتالي ستتعزز الثقة بينكما.
10- كوني منفتحة لتلقي انتقادات وآراء الشريك بصدر رحب وفهمها أيضا بصورة بناءة.
11- التحدث مع الشريك بكل صراحة وشفافية بشأن أي مشكلة قد تحدث بينكما، لأن كتمها والخوف من التطرق إليها لن يفيدكما في شيء، والأصح هو المصارحة لتعزيز الثقة.
ما الذي يمكنك فعله لإعادة بناء الثقة من جديد حال فقدانها؟
- بدء التحدث مع الشريك بكل صراحة عن السبب الذي أدى لفقدان الثقة بينكما.
- الحرص على أن تكون لغة الحوار بينكما هادئة.
- التحلي بالثقة بالنفس عند النقاش.
- التمسك بالأمانة والارتكاز على متانة العلاقة لتتمكنا من إعادة الثقة بينكما من جديد.