إن كُنتِ ممن يداهمهن القلق في مكان العمل لأسباب قد تكون مرتبطة بطبيعة الوظيفة، ضغط بداية الأسبوع، التأثر بمشاكل شخصية أو ما شابه، فلا داعي للقلق، لأنك لست وحدك، والمطمئن في الأمر أن هناك طرقا تساعدك على مواجهة ذلك القلق واحتوائه تماما.
ونستعرض معك فيما يأتي المزيد من التفاصيل والنصائح التي يتعين عليك التعرف عليها والأخذ بها لضمان مواجهة ذلك القلق الذي يتسلل إليك ويؤثر على مزاجك وإنتاجيتك.
القلق في مكان العمل مقابل القلق في العمل
في البداية، لا يكون من السهل أبدا معرفة ما إن كنت تعانين من قلق مكان العمل أو من أعراض اضطراب القلق، ولعل العلامة التي تكشف لك الأمر هي أن يكون قلقك مقتصرا على العمل فحسب.
ونوه الخبراء بهذا الخصوص إلى أن علامات قلق مكان العمل تشمل ما يلي:
- الشعور بأنك على ما يرام وأنك لا تعانين من أي قلق في أيام الإجازات.
- الشعور بأن حالة القلق والرهبة تلقي بظلالها على عطلة نهاية الأسبوع خاصة عند تفكيرك في العمل.
- صعوبة في التحدث مع الزملاء بسبب ثقافة العمل التنافسية وعدم حدوث ذلك مع الناس خارج مكان العمل.
وعلقت على ذلك إيمي سيث، وهي معالجة نفسية معتمدة، بقولها إن أعراض اضطراب القلق مستمرة وتؤثر بالسلب على الكثير من جوانب حياتك، وهو ما يجب أن تنتبهي إليه.
ما هي أعراض القلق في مكان العمل؟
- الشعور أنك على ما يرام ليلا على عكس ما يحدث لك نهارا.
- الشعور بتعب جسدي عند التفكير في العمل أو تلقي رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات الخاصة بالعمل.
- مواجهة صعوبة في التركيز على المهام المرتبطة بالعمل.
- ملاحظة بدء تقلص دوافعك الخاصة.
- المماطلة في أوقات كثيرة بشأن المهام المرتبطة بالعمل.
- تجنب الاجتماعات أو المشاريع الجديدة أو الفعاليات الخاصة بالعمل.
- احتمالية الإصابة بأعراض بدنية مثل: ألم الرقبة والرأس، توتر الجسم، إفراز العرق من راحة اليد، الشعور بآلام مستمرة في المعدة أو الغثيان.
ما أسباب الإصابة بالقلق في مكان العمل؟
- الحاجة لإكمال مشروع عاجل أو حضور اجتماع.
- متلازمة المحتال أو الميل إلى الشك في نفسك والشعور بأنك غير مؤهلة تماما.
- عدم وجود علاقات اتصال وتواصل قوية مع الزملاء.
- التعامل مع مدير صعب.
- افتقار الإحساس بالهدف الذي تسعين لتحقيقه في العمل.
- انتشار أجواء غير صحية في مكان العمل.
- وجود توقعات غير واقعية في مكان العمل.
- عدم وجود عدد كاف من الموظفين.
- وجود تنافسية شديدة.
- عدم توفير بيئة تدريب مناسبة.
- عدم الحصول على تعويض مادي مقابل ساعات العمل الإضافية.
- عدم منح الأولوية لصحتك، هناءتك أو أمانك.
كيف تسيطرين على القلق الذي يداهمك في مكان العمل؟
- تحديد المحفزات أو العوامل التي تتسبب في شعورك بهذا القلق حتى تتمكني من اختيار أفضل طريقة أو إستراتيجية يمكنك التعامل بها مع هذا القلق حتى لا يؤثر عليك لاحقا.
- التقليل من مخاوفك الداخلية، ومحاولة السيطرة عليها، لأنها النقطة التي يمكنك البدء منها.
- معاملة نفسك بلطف وبرفق، حيث يجب التحلي بالصبر ومحاولة استيعاب ردود فعلك وتصرفاتك.
- أخذ فترات استراحة قصيرة جدا خلال ساعات العمل لضمان التقاط أنفاسك والتخلص من أية ضغوط قد تراودك أولا بأول؛ إذ ثبت أن تلك الطريقة فعالة تماما في مواجهة القلق. ويمكنك فعل ذلك مثلا بالتمشية بضع خطوات بعيدا عن مكتبك أو بممارسة تمرين "التنفس الصندوقي" الذي يعتمد على مدد متساوية من الاستنشاق، وحبس النفس، والزفير، وحبس النفس مرة أخرى، وذلك لمدة 4 عدات بكل مرحلة من تلك المراحل.
- ممارسة الرياضة قبل العمل؛ لأنها تساعد الجسم على التكيف مع ضغوط مكان العمل التي تسبب التوتر، وكذلك ممارسة الرياضة بعد العمل لضمان تغيير الحالة النفسية والمزاجية.
- الاهتمام بالتنظيم لأن ذلك يساعد على الحد من مشاعر الارتباك التي قد تنجم عن ضغوط العمل.
- وضع حدود لتضمني الحفاظ على التوازن المفترض أن يكون بين العمل والحياة الشخصية.
- البحث عن أشياء تدخل البهجة والسرور إلى نفسك للتخفيف من حدة التوتر والقلق، ويمكنك فعل ذلك بالتحدث مع أحد أصدقائك المعروفين بخفة دمهم، مشاهدة فيلم كوميدي، حضور عرض كوميدي في المسرح أو الاستغراق في ذكريات الماضي خفيفة الظل.
- الاهتمام بخلق مساحة آمنة يمكنك أن تخلي فيها مع نفسك حال شعورك بالقلق في مكان العمل.
- الاستعانة ببعض الأدوات التي تساعدك على الاسترخاء أو التخلص من مشاعر القلق والتوتر.
- الاهتمام بجودة الوقت الذي تمضينه بعيدا عن العمل، حيث ينصح بالسعي وراء خلق حياة مليئة بالعلاقات، المناسبات والأنشطة التي تجلب لك الفرح، السعادة والسلام النفسي.
متى يتعين عليك الحصول على دعم؟
لو لم تفلح معك أي من الطرق السابق ذكرها، فيمكنك في تلك الحالة اللجوء لمعالج نفسي أو شخص خبير في إدارة الذات؛ إذ سيفيدك وسيساعدك على إعادة التوازن إلى حياتك.