نجح الفنان المصري طارق لطفي، في جذب الأنظار إليه وحصد إشادات واسعة من الجمهور والنقاد بمسلسله الجديد "جزيرة غمام" الذي ينافس به ضمن السباق الرمضاني الحالي، ويتعاون فيه من جديد مع الكاتب عبد الرحيم كمال.
وتحدث الفنان طارق لطفي، عن تجربته الجديدة من خلال مسلسل "جزيرة غمام"، والصعوبات التي واجهته من خلاله، وعن عودته للتعاون مع مي عز الدين بعد غياب، والشخصيات التي يتمنى تقديمها.
هل كان "جزيرة غمام" هو اختيارك الأول لخوض السباق الرمضاني به؟
في الحقيقة كنت أقوم بالتحضير لعمل فني آخر مع شركة سينرجي، لكي أخوض به السباق الرمضاني، وتقابلت مع الكاتب عبد الرحيم كمال في إحدى المرات بالشركة، وبحديثه عن "جزيرة غمام"، أعجبت به جدا وتحمست له، وطلبت من الجهة المنتجة أن أقدم هذا العمل، على أن يتم تأجيل الأول للعام المقبل.
ومن هنا بدأنا العمل على "جزيرة غمام" الذي تحمست له وهو قصة فقط، إذ لم يكن قد تم كتابة حلقاته وقتها، وذلك لأنني أثق بشكل كبير في كتابات الكاتب المبدع عبد الرحيم كمال، وكنا قد تعاونا سويا العام الماضي من خلال "القاهرة كابول".
ما الذي جذبك في "جزيرة غمام" وحمسك لتقديمه؟
كما ذكرت عندما سمعت قصته أعجبت به جدا، وبعد قراءة السيناريو والحلقات زاد إعجابي وانبهاري به ووجدته عملا مختلفا ومكتمل العناصر، حيث يدور في حقبة زمنية قديمة ثرية بالأحداث وبالتحديد عام 1920 في شبه جزيرة بالصعيد على البحر ويدخلها الأغراب من الغجر ويقلبون حياتها رأسا على عقب، والعمل يحمل العديد من الإسقاطات وهو ليس سهلا وبسيطا.
وجذبتني أيضا الدراما الصعيدية التي يقدمها عبد الرحيم كمال، والتي أراها مختلفة دائما عن أي شيء قدم من قبل، وربما يعود ذلك لكون الكاتب تأثر بالصعيد، حيث ولد وعاش فيها، لذلك فهو يكتب بعلم عن كل التفاصيل الخاصة به وعاداته وتقاليده لاحتكاكه الدائم بأهله ولحبه الشديد لهم والذي يبدو واضحا في أعماله الصعيدية.
هل كنت تتوقع ردود الأفعال الإيجابية التي أحاطت العمل منذ انطلاق عرضه؟
بصراحة دائما مع كل عمل جديد أشعر بالقلق، وأعتقد أن هذا أمر طبيعي، ولكن مهما كانت توقعاتي لجزيرة غمام، ففي الحقيقة ما استقبلته أنا وفريق العمل يفوق كل التوقعات، وأسعدتني جدا ردود الأفعال التي لم تكن من الجمهور فقط، ولكن كان هناك إشادة واسعة من النقاد والمثقفين، وهذا ساهم في رفع الحالة المعنوية لنا جميعا، وجعلنا نعمل بحماس زائد رغم ضغط التصوير وصعوبة العمل، حيث أثلج ذلك قلوبنا، ونعد الجمهور بالمزيد من المفاجآت في الحلقات المقبلة.
وما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير "جزيرة غمام" حتى الآن؟
المسلسل مليء بالتحديات لأنه عمل صعب وليس سهلا، وكنا نصور أحيانا في ظروف جوية صعبة وغير مستقرة ومنها على سبيل المثال تعرضنا لعاصفة ترابية ورياح شديدة كانت قد ضربت موقع التصوير بالبحر الأحمر، وتسبب ذلك في تحرك الخيم من جذورها وتطاير الأشياء ومع ذلك لم نتوقف واستكملنا التصوير.
وأيضا من الصعوبات التي واجهتنا تصوير مشهد دخول الجزيرة على المراكب في الحلقات الأولى، حيث كان هذا أمرا في غاية الصعوبة لأن وصول هذه المراكب للشاطئ لم يكن سهلا من الأساس وسقطت أشياء عديدة في البحر وأيضا أحد الأفراد ممن كانوا معنا تم إنقاذه، ورغم هذا الضغط الكبير كان مطلوبا منا الثبات والتعامل بشكل طبيعي، والحمد لله تجاوزنا تلك الصعوبات جميعا.
"جزيرة غمام" عمل دسم ويدور في حقبة زمنية قديمة.. ألم يقلقك ذلك خاصة أن موسم رمضان يشهد دائما أعمالا خفيفة؟
في الحقيقة لا أستطيع أن أنكر أنني كنت متخوفا في البداية ألا يتقبل الجمهور العمل، خاصة أن شهر رمضان بالفعل يفضل فيه البعض الأعمال الدرامية الخفيفة، وأتذكر أن هذا الإحساس أيضا كنت أشعر به العام الماضي مع دخولي "القاهرة كابول"، ولكن دائما يفاجئني الجمهور برد فعله وتقبل تلك النوعية الصعبة، والتي تستهويني بشكل خاص.
ما الذي جذبك في شخصية "خلدون" ؟ وهل أصبحت أدوار الشر تستهويك؟
بشكل عام، أميل للأدوار المركبة والشخصيات الصعبة ولا تستهويني الشخصيات السطحية والبسيطة، لأن تلك الصعوبة تجعلني في حالة تحدّ دائم مع نفسي، وهذا ما جذبني في شخصية "خلدون" الغجري التي أقدمها بـ"جزيرة غمام" فهي شخصية شريرة غريبة من نوعها ومليئة بصفات متعددة ومتناقضة وتفاصيل مرهقة للغاية واستفزتني لتقديمها.
أما بخصوص أدوار الشر فأنا من محبي هذه النوعية وهذه التركيبة، لأنها تبرز قدرات الفنان التمثيلية وتعطيه مساحة للتلون والإبداع وتجعله يتنقل بكل طاقته فيها ويخرج أشياء عديدة بداخله لا يمكن أن تتحقق مع الشخصية العادية.
ذكرت أنك تعرضت لشرخ في الصوت بسبب تلك الشخصية.. كيف ذلك؟
هذا حقيقي.. إذ كنت حريصًا منذ البداية على أن يكون للشخصية شكل خاص وحضرت لها فترة طويلة مع المخرج حسين المنباوي، من أجل الإلمام بخيوطها وكل التفاصيل المتعلقة بالشكل النهائي لها من حيث المظهر وحركته وطريقة كلامه ونبرة صوته الهادئة بشكل مرعب والتي يتحدث بها دائما وتختلف عني في الحقيقة، لهذا كان علي أن أتدرب بكثرة على هذه النبرة حتى أتمكن منها، ولأنها مختلفة عني أدى ذلك إلى حدوث شرخ في صوتي وكان هذا أمرا صعبا ومرهقا.
قدمت الشخصية الغجرية من قبل.. ألم تخشَ من التكرار؟
إطلاقا.. لم أخشَ من ذلك لأنه لا يوجد أي مقارنة بين ما قدمته من شخصية سابقة في مسلسل "جبل الحلال"، وبين دوري في "جزيرة غمام"، فكل منهما مختلف تماما، كما يمكنني تقديم هذه الشخصية أكثر من مرة وبطريقة مختلفة أتحدى نفسي فيها، مثلها مثل الشر الذي يمكن أن يقدم بأكثر من طريقة وشكل.
ما سبب اختيار اللكنة الصعيدية للغجر؟ وكيف تم التمكن منها؟
اخترنا اللكنة الصعيدية، لأن الغجر ليس لديهم لكنة محددة، وكانوا عندما ينزلون إلى أي قرية أو بلد يتحدثون بلكنة أهلها، لكي يحاولوا كسر حاجز الغربة بينهم وحتى لا يشعروا أنهم أغراب، واتفقنا على اللكنة الصعيدية واخترنا منها الخاصة بمحافظة سوهاج لأنها أبسطهم، وإلى جانب ذلك قمنا بإدخال بعض المصطلحات الغجرية الشهيرة.
أما عن التمكن من اللكنة الصعيدية، فقد اعتمدنا على مدقق لكنات وهو متواجد معنا طوال الوقت لتصحيح أي خطأ في الحوار.
تعود للتعاون مع النجمة مي عز الدين بعد سنوات طويلة.. كيف ترى ذلك؟
اعتبر نفسي محظوظا بالعمل مع كل الفنانين المشاركين في المسلسل، وبالتعاون مع فريق قوي ومحترف، ومنهم مي عز الدين التي تجمعني بها علاقة طيبة وعملنا بالفعل سويا من قبل وتركنا أثرا طيبا لدى بعضنا، وهي فنانة شاطرة ومحترفة وتجمعنا مباراة تمثيلية قوية داخل الأحداث وبيننا كيمياء شديدة في العمل.
ما هي الشخصية التي تتمنى تقديمها؟
أحب الشخصيات التاريخية جدا، وأتمنى تقديم العديد منها، ومن أكثر الشخصيات التي أحلم بتقديمها شخصية معاوية بن أبي سفيان وأيضا ابنه يزيد، فهما شخصيتان مهمتان، وأيضا الفترة التي عاشا بها كانت مهمة.
ما شكل علاقتك بالسوشال ميديا؟
علاقتي بالسوشال ميديا محدودة للغاية، ولست مهووسا بها ولا بنشر حياتي اليومية عليها، بل اكتفي بالتفاعل من خلالها بنشر أعمالي الفنية وتهنئة جمهوري بالمناسبات ونشر الإيجابيات وما هو في هذا الإطار.