ربما أدى إعلان الممثلة ماندي مور، بطلة المسلسل التلفزيوني الشهير "This Is Us" عن تغييرها خطة ولادتها بعدما شخَّص الأطباء إصابتها بنقص في الصفائح الدموية إلى تنبيه الحوامل لضرورة إجراء فحص شامل لمعرفة نسب الصفائح الدموية لديهن، في ظل تحذير الأطباء من أن انخفاض نسبها عن الطبيعي أمر قد يضر بالحمل والولادة.
ومن المعروف أن تلك الصفائح هي أصغر خلايا دموية في جسم الإنسان وأنها تلعب دورا محوريا في تخثر الدم.
وما يجب معرفته هو أن الحمل عموما عبارة عن "حالة مؤيدة للتخثر"، وهو أمر منطقي؛ لأن التخثر يساعد على حماية النساء من النزيف عند الولادة.
وبالنسبة لأفضل ما يمكن للصفائح فعله هو امتزاجها بعوامل أخرى في الدم تتحكم بعملية النزيف وتساعد على سد أية ثقوب قد تكون موجودة بجدران الأوعية الدموية.
لكنها في بعض الحالات الأخرى، قد تُكَوِّن جلطات في الأوعية الدموية بالمناطق التي تتراكم بها الترسبات، وهو ما قد يزيد من خطر التعرض للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
لكن حين تقل تلك الصفائح بشكل كبير في الدم، ويحدث حينها العرض المعروف بـ "قلة الصفائح"، فقد تحدث بعض المضاعفات للأم، مثل النزيف المفرط، الولادة المبكرة أو عدم القدرة على الحصول على إبرة الظهر التي تهدف لتخفيف الألم وقت الولادة.
ما أسباب قلة الصفائح لدى المرأة الحامل؟
في البداية، يجب معرفة أن معدل الصفائح الطبيعي خارج أشهر الحمل يتراوح من 150 ألفا إلى 450 ألف صفيحة لكل ميكرولتر من الدم. ولا بأس إذا قل معدل الصفائح بمقدار بضعة آلاف أثناء الحمل، لكن حين يقل المعدل دون 100 ألف إلى 150 ألفا، فمن الضروري مراجعة الأمر مع الطبيب ليفحص الحالة عن قرب منعا لحدوث مضاعفات.
وفيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي لانخفاض معدل الصفائح بشكل كبير خلال أشهر الحمل:
- زيادة حجم الطحال الناتج عن زيادة حجم الدم أثناء الحمل.
- حدوث نقص حاد في حمض الفوليك بالدم.
- الإصابة ببعض الأمراض البكتيرية والفيروسية.
- العلاج الكيماوي والعلاج بالإشعاع.
- الأدوية مثل الهيبارين، مضادات الاختلاج والمضادات الحيوية التي تحتوي على سلفاميثوكسازول.
ما المخاطر التي تحيط بالأم والمولود؟
المخاطر التي قد تتعرض لها الأم بسبب انخفاض مستوى الصفائح الدموية تشمل ما يلي:
- عدم القدرة على أخذ إبرة الظهر بسبب خطر حدوث ورم دموي فوق الجافية.
- زيادة النزيف وقت الولادة سواء القيصرية أو الطبيعية.
- الولاة المبكرة إذا كان نقص الصفائح الدموية ناتجا عن تسمم حمل شديد.
أما بالنسبة للمولود، فمن غير المرجح أن تنخفض لديه الصفائح الدموية، إذا كان نقصها في دم الأم ناتجا عن انخفاضات منتظمة بمستوياتها أثناء الحمل أو عن ارتفاع ضغط الدم.
وإذا كان سبب نقص الصفائح الدموية لدى الأم ناتجا عن حالة مرضية مناعية، فإن الأجسام المضادة التي تدمر الصفائح الدموية قد تعبر المشيمة وتسبب المشاكل نفسها للجنين.
طرق العلاج
لا تحتاج معظم الأمهات المصابات بنقص في الصفائح الدموية إلى علاج، وإنما إلى ملاحظة من جانب الطبيب، الذي قد يوصي بتناول مكملات خاصة بحمض الفوليك وفيتامين بي 12، لتعزيز إنتاج الصفائح في الدم. وهناك أيضا أطعمة تعزز إنتاج الصفائح:
- الشوكولاته الداكنة
- الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، مثل السبانخ واللفت.
- اللحم البقري الخالي من الدهون وكبد البقر.
- العدس واللوبيا.
- البيض.
- حبوب الإفطار المدعمة.
- بدائل الألبان المدعمة.
- المنتجات الغنية بفيتامين سي، مثل البرتقال، ملفوف بروكسل والفلفل الأحمر.
وبينما تعتبر الأسماك الدهنية مصدرا غنيا بفيتامين بي 12 ويمكنها أيضا تعزيز إنتاج الصفائح، لكن تُنصَح الحوامل بالاقتصاد في تناول المأكولات البحرية التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق. بينما تحتاج النساء الحوامل المصابات بمشكلة ارتفاع ضغط الدم إلى مراقبة دقيقة حتى الولادة، وبعدها ببضعة أيام، ستعود الصفائح لمعدلها الطبيعي.
ونصح الباحثون في الأخير بضرورة أن تتابع المرأة الحامل مع طبيبها حال أظهرت النتائج المعملية وجود نقص في صفائحها الدموية منعا لتعرضها لأية مخاطر أو مضاعفات.