توفيت الأوكرانية ماريانا فيشغيرسكايا، صاحبة الصورة الشهيرة التي شوهِدت أثناء القصف الروسي لمستشفى الولادة بمدينة ماريوبول في أوكرانيا، بعد أن وضعت مولودتها ميتة، بحسب ما كشفته وكالة أسوشيتد برس.
وظهرت السيدة الأوكرانية في مقاطع فيديو وصور بعد قصف المستشفى، يوم الأربعاء الماضي، وشوهدت ماريانا فيشغيرسكايا وهي تمسك أسفل بطنها الملطخ بالدماء بينما قام رجال الإنقاذ بنقلها من بين الأنقاض.
وبحسب الوكالة، تم نقل السيدة إلى أقرب مستشفى إلى خط المواجهة، حيث حاول الأطباء إبقاءها على قيد الحياة. وقال المسعفون إن ماريانا فيشغيرسكايا أدركت أنها تفقد طفلها خلال تواجدها في المستشفى، وصرخت قائلة: "اقتلوني الآن".
وكشف الجراح المسؤول عن حالتها، الدكتور تيمور مارين، أنه وجد حوضها محطماً، وكسورا في عظام الورك، وأن المسعفين أنجبوا الطفل بعملية قيصرية لأن حالتها الصحية كانت متدهورة في محاولة لإنقاذ الطفل، ولم تظهر على المولود علامات النجاة من الحادثة في خضم الفوضى التي حصلت بعد الهجوم.
وصرح تيمور مارين أن المسعفين لم يمتلكوا الوقت الكافي للحصول على اسم السيدة، قبل أن يأتي زوجها ووالدها للتعرف على جثتها، حتى لا ينتهي بها الأمر في إحدى المقابر الجماعية التي تم حفرها لكثير من موتى الحادثة في ماريوبول.
وعن سبب استهداف المستشفى، فقد زعم المسؤولون الروسيون، المتهمون بارتكاب جرائم حرب، أن مستشفى الولادة قد استولى عليه متطرفون أوكرانيون لاستخدامه كقاعدة حرب، وأنه لم يتم ترك أي مرضى أو مسعفين بالداخل، ووصف سفير روسيا لدى الأمم المتحدة والسفارة الروسية في لندن الصور التي انتشرت بـ "الأخبار الكاذبة".
والمعروف أن الأم الحامل اضطرت ليلة الولادة إلى الفرار من المستشفى عندما ضربته غارة جوية روسية، وبعدها اتهمتها وسائل الإعلام الروسية بأنها ممثلة ولم تكن حاملاً، وخبرها مزيف، مع أن صور الأمهات والعاملين الطبيين في مستشفى صحة الأطفال والمرأة، صدمت العالم.
وتم نقل فيشغيرسكايا إلى مستشفى آخر برفقة امرأة أخرى فرت من القصف وولدتا هناك على صوت نيران القذائف، وأصابت غارة الموقع الجديد الذي تم نقلهما إليه أيضاً.
والأم بحسب وكالات الأنباء العالمية، تعمل كمدونة عبر السوشال ميديا، تنشر دائماً عن محتواها الخاص بالعناية في البشرة والمكياج ومستحضرات التجميل، ونشرت صوراً ومقاطع فيديو عدة عبر صفحتها الشخصية على "إنستغرام"، وثقت من خلالها حملها في الأشهر القليلة الماضية، لتضع طفلتها في النهاية ثم تفارق الحياة هي والوليدة معاً.