The Batman.. البطل يبدو "مرهقا" والفيلم ليس الأكثر إبداعا

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
1 مارس 2022,3:47 ص

مع بدء طرح الجزء الأحدث من سلسلة أفلام "باتمان" تحت اسم "ذا باتمان"، بدأ يتلقى نصيبه من رؤى وآراء النقاد، كان آخرهم الناقد نيكولاس باربر، الذي أوضح في سياق مقال على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن هذا الجزء قد يكون أفضل جزء كترجمة سينمائية لمدينة جوثام حتى الآن، لكنه ليس الأكثر إبداعا.

واستهل باربر قوله، إن فكرة القتامة في أجزاء الفيلم متفاوتة، ففي الستينيات، كانت تجسد مغامرات باتمان أجواء المعسكر وسخافة السراويل التحتية التي يتم ارتداؤها فوق البنطلونات الضيقة، ثم جاء المخرج تيم برتون ليُظهِر أن أحداث الفيلم يمكن أن تكون قوطية ومزاجية، ومن بعده جاء المخرج كريستوفر نولان ليثبت أنها قد تكون سياسية معاصرة، ومن بعدهما، جاء المخرج زاك سنايدر ليقدم الفيلم في إطار مروع بشكل كبير.

وأضاف باربر أن الجزء الجديد، الذي أخرجه وشارك في كتابته مات ريفيز، جاء ليبدو الأكثر "قتامة" في كثير من الجوانب، معللا ذلك بإضافة أداة التعريف "ال" أو "The" إلى اسم الفيلم، حيث قال إن الجمهور سيجد من يخبره من صناع السينما أن إضافة أو إزالة أداة التعريف من اسم أي فيلم هو أمر كفيل بجعله فيلما جادا.



وواصل باربر حديثه عن الفيلم بلفته لجزئية غياب الألوان نوعا ما عن الصورة، واقترابه من نوعية الأفلام الأبيض والأسود. ثم تحدث عن الموسيقى، موضحا أنها تألفت من موسيقى أغنية Something in The Way لفرقة الروك الأمريكية "نيرفانا"، ترنيمة أفي ماريا للموسيقار فرانز شوبرت وأغنية جنائزية للمؤلف الموسيقي، مايكل جياشينو، وقد حرص باربر على إيضاح تلك التفصيلة الهامة للجمهور.

ثم تحدث باربر عن أداء بطل الفيلم، النجم روبرت باتينسون، واختياره تأدية هذا الدور الجريء، وإن نوه باربر بأنه لاحظ أن باتينسون بدا مرهقا و"غير مرتاح" في هذا الفيلم مقارنة بأدائه في فيلم Twilight، فعيناه كانتا نصف مغمضتين، وبدا على صوته نبرة التذمر، وكأنه كان في مرحلة تعاف من حالة تسمم غذائي تعرض لها في عطلة نهاية الأسبوع، على حد وصف باربر، الذي واصل انتقاده مخرج العمل لتصويره مدينة "جوثام" في هذا الجزء الجديد على أنها غابة حضرية قذرة ويائسة، مليئة بالرذيلة والفساد، بدءا من مسؤوليها الفاسدين وانتهاء بعصابات الشوارع البلطجية التي تعيش هناك، على عكس ظهورها باعتبارها مدينة "مزدهرة" في أجزاء الفيلم التي سبق أن أخرجها نولان، وهي النقطة التي حرص باربر على إبرازها في مقاله.



انتقل باربر ليتحدث عن شخصية الشرير المجنون "ريدلر"، التي جسدها في هذا الجزء الممثل بول دانو، موضحا أنه ظهر كشخص سادي يرتدي نظارة طبية.

ثم تحدث باربر عن شخصية "بينجوين" أو البطريق التي جسدها الممثل كولين فاريل، الذي تعذر التعرف عليه بفضل "مكياجه الصناعي" الذي وُضِعَ له ليناسب الشخصية، والذي رأى باربر أنه ظهر بأدائه أقرب لشخصية رجل العصابات، آل كابوني، من شخصية الرجل الشرير.



كما تحدث باربر عن شخصية "كات وومن" التي جسدتها النجمة زوي كرافيتز، التي رأى أنها ظهرت كنادلة قوية الشخصية، لكنها لم تمت بصلة لسحر الإغراء المسرحي الذي تفوقت فيه من قبل النجمتان المميزتان، ميشيل فايفر وآن هاثاواي. وبالنسبة لحبكة الفيلم، فقد رأى باربر أن الأحداث جاءت قليلة المخاطر بشكل كبير بالنسبة لشخصية باتمان، حيث لم يبد أن هناك خطرا كبيرا يحدق بمدينة جوثام، ناهيك عن بقية العالم.



وتوقع باربر في الأخير ألا يحقق الفيلم النجاح الجماهيري نفسه الذي حققه مثلا فيلم Spider-Man: No Way Home، معللا ذلك ببطء إيقاع الفيلم، افتقار الأحداث لجزئية الصدمة والمفاجأة وابتعاد شخصية "ريدلر" عن شخصية "الجوكر" التي سبق أن جسدها النجم الراحل، هيث ليدجر، من ناحية الأداء التمثيلي المرعب على الشاشة.

ومع هذا، فقد حرص باربر على الإشادة بالجهد الذي بذله "ريفيز" ومساعدوه في الفيلم، حيث قدموا رؤيتهم الخاصة على طريقتهم، وحرص أيضا على لفت الانتباه لحالة المرح المحدودة التي برزت في شخصيتي "كات وومن" و"البطريق"، وهي الحالة التي عادلت نوعا ما حالة الحزن والكآبة التي بدت عليها شخصية باتمان طوال أحداث الفيلم، وانتهاء أحداثه بلفته تفاؤلية مؤثرة، على عكس ما هو معتاد عن سلسلة أفلام باتمان.

google-banner
foochia-logo