تنبيهات متزايدة بدأ يطلقها مؤخرا أطباء إنجليز من تزايد أعداد النساء، اللواتي تنقطع دوراتهن الشهرية نتيجة اتباعهن صيحةً رائجة على "السوشال ميديا"، تعتمد على النظم الغذائية التقييدية والإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
وبدأ خبراء تغذية يدقون ناقوس الخطر من مشكلة متزايدة تحدث الآن وتعرف بـ "انقطاع الطمث الوظيفي"، وهي وضعية يدخل فيها جسم المرأة حالة البقاء على قيد الحياة، نتيجة عدم تحصله على المستوى المطلوب من المغذيات؛ ما يؤدي لانقطاع الدورة الشهرية. أو بمعنى آخر، تلك الحالة عبارة عن اضطراب ناتج عن الاجهاد المرتبط بفقدان الوزن، الإفراط في التمارين والصدمات.
وبهذا الخصوص، قالت مارثا ويليامز، منسقة نصائح سريرية لدى جمعية Beat الخيرية الرائدة في مكافحة اضطرابات الأكل ببريطانيا، إن الحالة باتت منتشرة على نطاق واسع، وبدأت تُلاحَظ أكثر لدى النساء اللواتي لم يكنَّ يعانينَّ من نقصٍ في الوزن ولم يكن مؤشر كتلة الجسم لديهن منخفضا.
وتابعت ويليامز بقولها: "على الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة بهذا الخصوص، لكن غالبية النساء اللواتي قمنا بمتابعتهن انقطعت دوراتهن الشهرية، وبعض منهن لم يكن يعاني من فقدان كبير بالوزن، بل كان بعضهن يتمتع بأوزان صحية، لكن مشكلتهن كانت تتمثل في مداومتهن على اتباع نظام أكل تقييدي".
ومع أن النساء يقمن في كثير من الأحيان باستشارة أطبائهن عند توقف دوراتهن عن النزول، لكن ويليامز نوهت بأن المشكلة تتمثل في أن كثيرا من الأطباء لا يكونون مدربين بالشكل الذي يسمح لهم باكتشاف السبب الفعلي وراء ذلك، وأن كل ما يفعلونه هو أن يكتبوا للنساء حبوب منع الحمل لاستئناف دوراتهن.
وتابعت ويليامز بلفتها لعوامل ربما ساهمت في حدوث تلك المشكلة، منها ضغط الإغلاق الذي صاحب تفشي جائحة كورونا، وما نتج عن ذلك من صعوبات بشأن تنظيم مرات ممارسة الرياضة. وتحدثت ويليامز كذلك عن عامل آخر، ألا وهو "السوشال ميديا"، وما ينشر عليها من صور معدلة لأجسام نساء مثالية، تدفع بباقي النساء إلى البحث عن طرق تساعدهن على الوصول للقوام ذاته.
وفي المقابل، بدأ بعضهم في إطلاق حملات توعية على منصة "إنستغرام" من أجل تحذير النساء من التبعات والتداعيات التي تنتج عن بعض الممارسات الخاطئة، التي من بينها ممارسة الرياضة بشكل مفرط واتباع نظام الأكل النظيف التقييدي، الذي يحظر تناول نوعية الأطعمة المصنعة أو المكررة.
ولفتت رينيه ماكغريغور، وهي خبيرة تغذية متخصصة في اضطرابات الأكل ببريطانيا، إلى أنها أمضت ألف ساعة خلال العام الماضي في التواصل مع نساء، يعاني 95 % منهن من مشكلة "انقطاع الطمث الوظيفي".
وعلقت رينيه على ذلك بقولها: "الحقيقة أن هذه مشكلة كبيرة، وهي أكبر مما يتصوره الناس، والسبب تحديدا وراء ذلك هو الإقرار منذ فترة طويلة جدا بفكرة أنه حين تمارس المرأة كثيرا من التمارين، تنقطع دورتها، والمشكلة أن ذلك لا يتم تشخيصه في كثير من الأحيان، ويتم إخبار النساء بأن سبب انقطاع دوراتهن هو تعود أجسامهن على التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل".