ربما سمعت من قبل عن كلمة "الكربوهيدرات المكررة" في كثير من النقاشات التي تدور حول الأطعمة والتغذية بشكل عام، لكن ما هي تلك الكربوهيدرات بالفعل؟ وهل هي ثمة شيء مثير للقلق أم لا؟ وهل لها أي تأثير ضار بشكل مباشر على صحة الإنسان؟
رغم سماعك في الغالب توصيات من أصدقاء، أطباء أو حتى على الإنترنت تطالبك بضرورة تجنب هذا النوع من الكربوهيدرات، لكن الحقيقة أن كلها توصيات لا ترتكز على الشق العلمي وراء ما يجعل تلك الكربوهيدرات مكررة أو ما معنى ذلك لقيمتها الغذائية.
ما هي الكربوهيدرات المكررة؟
مسمى "الكربوهيدرات المكررة" عبارة عن مصطلح شامل يستخدم عموما لوصف الكربوهيدرات التي تم إزالة الجزء الأكبر من قيمتها الغذائية أثناء عملية التصنيع. وبشكل أكثر دقة، ما يجب معرفته هو أنه يتم استخدام الكربوهيدرات المكررة والكربوهيدرات المصنعة بشكل عام بغية الإشارة إلى الحبوب ومنتجات الحبوب على وجه الخصوص، وأنه غالبا ما يتم استخدام مصطلح الكربوهيدرات المكررة بالتبادل مع الأنواع الأخرى التي تشبهها، وهي الكربوهيدرات المصنعة والكربوهيدرات البسيطة.
كما تشير الكربوهيدرات المكررة أحيانا إلى أي منتجات تحتوي على كميات كبيرة من السكر وليس كثيرا من المغذيات التي من بينها الألياف، البروتين أو الدهون. وهناك في الواقع تعريف دقيق للحبوب المكررة، حيث إنها تصنف أي حبوب (كما الأرز الأبيض) أو أي منتج حبوب (كما الخبز) لا يصنع من حبوب كاملة، وذلك طبقا للمبادئ التوجيهية الغذائية التي تم إصدارها للمواطنين الأمريكيين في الفترة من عامي 2015 إلى 2020.
كيف يمكن لعملية تكرير الحبوب أن تغير من قيمتها الغذائية؟
الحقيقة التي يجب معرفتها هي أن مغذيات مثل النخالة ودواخل البذور تُزَال من الحبوب المكررة إلى جانب كل هذه القيمة الغذائية التي تكون متأصلة بها، وتلك هي السلبية الكبرى التي يتفق عليها خبراء التغذية بشأن الحبوب المكررة؛ لأنها تفتقد لكثير من العناصر المغذية التي توفرها الحبوب الكاملة، وهنا يكمن الفارق بين النوعين.
كيف يمكنك التمييز بين الحبوب الكاملة والحبوب المكررة على الملصقات الغذائية؟
يمكنك ذلك عبر فحص قائمة مكونات أي نوع حبوب تشترينه، فإذا لاحظت مجيء كلمة "حبوب" أو "حبوب كاملة" على رأس قائمة المكونات، مثل دقيق قمح كامل أو دقيق جاودار كامل، فإن الحبوب في تلك الحالة تكون حبوبا "كاملة". أما إذا لاحظت أن المكتوب هو "دقيق قمح" أو "دقيق جاودار" فقط، فهذا على الأرجح يعني أنها "مكررة".
هل الكربوهيدرات المكررة ضارة بصحتك؟
الحقيقة أن حالة الهلع المثارة حول الكربوهيدرات المكررة هي حالة مبالغ فيها، إذ لا داعي للقلق منها في واقع الأمر، طالما أنك تهتمين عموما بتناول الطعام بطريقة متوازنة.