أشياء صغيرة يؤدي تكرارها إلى تدمير الثقة بين الزوجين

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
1 يناير 2022,5:29 ص

حين ندمر الثقة في علاقتنا الزوجية، فإننا حتما ندمر العلاقة نفسها. تدمير الثقة قد لا يكون سببه أمرا خطيرا كالخيانة مثلا، بل إنه قد يحدث ببطء يوما بعد يوم بسبب أشياء صغيرة لا ننتبه لها.

تناقض في الرؤيا



تشير دراسة متخصصة نشرها موقع "ميديوم" إلى أن العلاقات المليئة بالتوتر تفتقر إلى أهم عنصر تحتاجه للنجاح وهو الثقة. وهذا ما يجعلها تتضرر بشكل بطيء لكنه مستمر. تصرفات يعتبرها أحد الزوجين "شيئا صغيرا" للغاية تأثيره على الطرف الآخر غير منطقي، لكن هذا "الشيء الصغير" هو في الواقع جرح عاطفي مؤلم في أحسن الأحوال، وصفعه للكرامة في أسوئها.

هذا التناقض في الرؤية يجرح، والاعتراف بهذا الجرح هو ما يمكن أن يعزز العلاقات القوية والصحية، لكن عدم الاعتراف يؤدي إلى تآكل القدرة على الاستمرار لدى معظم الأشخاص.

اللحظة الأولى



في أحد المنازل، امرأة لطيفة تقوم بغسل ملابس كافة أفراد الأسرة، وتنقلها إلى المجفف، وبعد ذلك تطوي أو تكوي وتعلق ملابس الجميع. إضافة إلى المهام الأخرى من إعداد الطعام وتنظيف المنزل ورعاية الأطفال وتلبية طلبات زوجها.

رغم كل ذلك، فإن طلبا بسيطا لإصلاح المكنسة الكهربائية التي وعدها زوجها بأن يقوم به منذ شهور ما زال ينتظر.

الزوج في غرفة المعيشة يتناول الشاي ويشاهد مباراة كرة القدم على التلفزيون. لكن الزوجة تطوي الملابس وتبكي وتشعر بأنها أكثر الناس وحدة، غير مرئية، غير مهمة، وزوجها هو الأكثر إهمالا لها. إنها تفكر بشدة في إنهاء الزواج، فيما هو يشاهد المباراة غافلا عن حزنها المتزايد الذي أصبح خانقا.

في منزل آخر، امرأة تدخل المطبخ لتجد بضعة أكواب متسخة على حافة المجلى، تثور ثائرتها لأنها طلبت من زوجها عشرات المرات ألا يضعها هناك، وتكيل له الاتهامات لأنه شخص لا يمكن الوثوق به ولا يفي بوعوده. الزوج يقف ذاهلا دونما كلمة، ويفكر كيف يمكن لأمر صغير كهذا أن يجعلها تلومه وتتهمه بتهم بشعة وتتناسى تماما كل ما يقوم به لمساعدتها في المنزل.

لحظات كهذه إذا تكررت تدمر الثقة والإحساس بالأمان وقد تنهي الزواج.

اللحظة الثانية



وهي اللحظة التي يحاول فيها الطرف الذي جُرحت مشاعره أن يوصل لشريكه أو شريكته أن ما حدث كان مؤلما له، بينما يصر الطرف الآخر على أفعاله ويدافع عنها أو يبررها. ببساطة طرف يتوسل أن يتم الاستماع له وأن يعامل باحترام كافٍ، فيما طرف آخر يصر بعناد على موقفه.

وتخلص الدراسة إلى أنه من أجل تحويل الصراع والإحباط والشعور بالوحدة إلى علاقات مليئة بالود علينا أن لا نستهين بمشاعر الطرف الآخر، وأن نصدق أن ما يجرحه أمر مهم له حقا، بغض النظر عن رأينا. ليس من السهل دائما ملاحظة الأشياء التي تهم شخصا آخر، لكن هذا هو الحب على أرض الواقع ويستحق أن نبذل بعض الجهد.

google-banner
foochia-logo