هل يعالج معجون الأسنان بثور البشرة وحب الشباب؟

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
3 نوفمبر 2021,8:03 ص

كثيرة هي القصص والأقاويل التي سمعناها وما زلنا  من أجدادنا وأهالينا عن الجمال وطرق الحفاظ عليه، ومنها أن الماء البارد يقلص المسام، والحلاقة تساعد على نمو الشعر بشكل أسرع، وإزالة خصلة شعر بيضاء تؤدي لنمو خصلتين بيضاوين بدلا منها.
ومن ضمن الأفكار التي كان يتم تناقلها والترويج لها بشكل كبير خلال الفترة الماضية هي إمكانية الاستعانة بمعجون الأسنان كعلاج موضعي للقضاء على الحبوب والبثور.
غير أن باحثين وخبراء بدؤوا يحذرون مؤخرا من تلك الفكرة، حيث أكدوا أنه لا أساس لهذه "الخرافة" من الصحة، وهو ما سنتحدث عنه بمزيد من التفاصيل من خلال السطور التالية.

معجون الأسنان لحب الشباب





نشأت تلك الطريقة انطلاقا من تصور البعض أن معجون الأسنان ربما يجفف الزيت الذي يكون موجودا بداخل تلك الحبوب، وأنه ما إن يتم ذلك، فسرعان ما تزول.
ورغم صحة ذلك المبدأ بعض الشيء من منطلق أن معجون الأسنان يحتوي على مكونات تساعد على التجفيف بالفعل، لكن المشكلة تحدث عند بدء خلط تلك المكونات في تركيبة غير مناسبة للبشرة أو ليست مخصصة للبشرة، علما بأن الأسنان مصنفة على أنها من أقوى المواد الموجودة في أجسامنا، وأن معاجين الأسنان تُصَنّع من مواد يمكنها التعامل مع الأسنان بحيث تقوى على تنظيفها بفعالية.
أما البشرة، في المقابل، فتتسم بطبيعتها الحساسة جدا، ومن ثم فإن التعامل معها باستخدام منظف مخصص للأسنان قد يخل بتوازن درجة حموضة البشرة ويهيجها بشكل كبير. وما يجب أن تعلميه هو أنه عند اختلال توازن درجة حموضة البشرة، قد تظهر مشكلات مثل الوردية والأكزيما، وهو ما يعني أنك قد تعانين من مشاكل جلدية أخرى، بخلاف مشكلة الحبوب التي كنت تسعين للتخلص منها وحدها في البداية.

خصائص معجون الأسنان المضادة للبكتيريا


أوضح الباحثون كذلك أن طبيعة معجون الأسنان المضادة للبكتيريا تلعب دورا أيضا في الخرافة التي تتحدث عن فعاليته في محاربة الشوائب، من منطلق أن المعجون يحتوي على مادة تكافح البكتيريا اسمها (التريكلوسان) ويعتقد أنها تقضي على البكتيريا التي تسبب الحبوب، لكن هذا الكلام عار تماما من الصحة، لأنه يُحظَر استخدام مادة "التريكلوسان" في منتجات التجميل بسبب مخاوف بشأن درجة أمانها.

التهاب الجلد حول الفم





وحذر الباحثون من أن وضع معجون الأسنان على الوجه قد يؤدي أيضا إلى حدوث التهاب في الجلد حول الفم، وهي الحالة التي تتسم بظهور نتوءات حمراء ملتهبة تشبه الطفح الجلدي حول الفم والأنف.
ويُعتَقَد أن الهرمونات وبعض المكونات الموضعية تقف وراء ذلك، وأن من ضمن هذه المكونات مادة الفلورايد التي تدخل في صناعة معاجين الأسنان. كما حذر الباحثون في الوقت نفسه من أن كثيرا من مكونات معاجين الأسنان تثير ردود فعل تحسسية عند وضعها مباشرة على الجلد وتركها.

ما الذي يمكن استخدامه بدلا من معجون الأسنان؟


هناك عدة علاجات موضعية آمنة وفعالة يمكن استخدامها في علاج الحبوب دون خوف من آثارها، مثل علاجات البنزويل بيروكسايد التي تتميز بخصائصها المضادة للبكتيريا أو العلاجات التي تعتمد على الكبريت وتتميز بخصائصها المضادة للالتهابات، وكذلك العلاجات التي تعتمد على حمض الساليسيليك الذي يقشر المسام ويُفتِّحُها.
google-banner
foochia-logo