دائما ما يثار الجدل والخلاف حول الغلوتين، حين يدور الحديث عن خيارات الدايت واللايف ستايل، خاصة وأن البعض يعاني من ردود فعل طبية تجاه الغلوتين ويتجنبونه للضرورة، فضلا عن إقدام آخرين كثيرين على تقليله في طعامهم لأسباب أخرى.
فإذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون ما إن كان الغلوتين مفيدا أم ضارا، فإننا سنستعرض معك فيما يأتي بعض الأسباب التي تطمئنك ناحية الغلوتين بشكل كبير.
رغم تأكيد باحثين مؤخرا أن الغلوتين هو سبب زيادة الوزن وبعض مشاكل الجهاز الهضمي لدى البعض، إلا أن الحقيقة هي أن الدراسات الطبية لم تحسم ذلك بشكل نهائي بعد، وما زال الباحثون يحاولون الوصول لنتائج نهائية بهذا الخصوص، أما الشيء المؤكد تاريخيا على الأقل هو أن معظمنا لم يصب بأضرار الغلوتين على مر السنين.
رغم ما نسمعه عن التغيرات الكثيرة التي طرأت على القمح، وبالتالي الغلوتين، على مر السنين، وتحوله مع الوقت لمصدر طعام غير صحي ربما خلال القرن الماضي، لكن الدراسات الحديثة أكدت أن الواقع غير ذلك وأنه لا يوجد ما يثبت أن الغلوتين هو السبب الفعلي وراء ما يقال عن علاقته بمشاكل الوزن والجهاز الهضمي.
حصة الفرد السنوية من القمح عام 1900 كانت 100 كيلو جرام تقريبا، ثم تراجعت إلى 50 كيلو جراما تقريبا عام 1970، ثم ارتفعت تلك الحصة حتى عام 2000 إلى 68 كيلوغراما تقريبا، وبعدها وصلت تلك الحصة إلى 62 كيلوغراما تقريبا بحلول 2008.
رغم كثرة المزاعم التي نشرها الباحثون القدامى في كتبهم عن الغلوتين وتسببه المباشرة في حدوث وفيات عدة، لكن في المقابل، كان الإجماع أكثر على عدم وجود أدلة تؤكد تلك المزاعم أو المزاعم التي تروج لفكرة الإدمان الذي يحظى به الغلوتين.
وهي الحقيقة التي ربما يجهلها كثيرون، لكن ثبت من خلال الدراسات البحثية أن هناك عدة أطعمة غنية بالغلوتين، مثل نوع القمح الذي يعرف بـ"الشيقم" ويحتوي على حمض أميني مهم يعرف باسم "ليسين"، يحتاجه الجسم؛ لما يتناوله من بروتين.
وهذه هي الحقيقة التي يجب معرفتها والتعامل على أساسها؛ إذ إن الملصقات التي توضع على الأطعمة بدعوى أنها خالية من الغلوتين لا تكون صادقة حتما بنسبة 100%.
يحتوي هذا النوع من الطحين على 13 و14.5 % من الغلوتين مقارنة بالطحين متعدد الأغراض، الذي يحتوي على حوالي 8 لـ 11 % من الغلوتين، كما يوجد بهذا النوع من الطحين فيتامينات بي الهامة مثل فيتامين بي-3 اللازم لتنظيم الهرمونات.
وجدت بعض الدراسات أن هناك أسبابا أخرى وراء مشاكل الجهاز الهضمي، من أبرزها نوع من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة وبوليولات تعرف باسم FODMAPs.
وهو المركب الذي اكتشفه باحثون ألمان ويعرف اختصارا بـ ATIs، وتبين أنه قد يؤدي لمشاكل من بينها التهاب أنسجة الجهاز الهضمي، ومع استمرار هذا المركب، قد تنتقل أعراض الالتهاب هذه إلى أنسجة بأماكن أخرى مثل الكليتين والدماغ.
والنصيحة الأهم بهذا الخصوص أنه حال شعرت بأية أعراض مرتبطة بحساسية الغلوتين أو الاضطرابات الهضمية، فعليك المبادرة فورا بمراجعة الطبيب واستشارته.