تعتبر ممارسة عد السعرات الحرارية، أو حساب الطاقة التي يتم التحصل عليها من الطعام والشراب، من الممارسات التي تأخذ منا وقتا وجهدا كبيرين، ومع هذا، فالناس ما يزالون يداومون عليها لحرصهم على عدم تجاوز القيمة الموصى بها يوميا.
وعلق الباحثون على ذلك بقولهم إنه وبينما قد يكون من المفيد لك تسجيل الأطعمة التي تتناولينها لفهم طبيعة ما تتناولينه ومعرفة إجمالي السعرات التي تستهلكينها بالتقريب، فإنك تُضَيِّعين بذلك على نفسك وقتا كبيرا لمعرفة وحساب كل هذه السعرات.
وقال الباحثون إن مسألة خسارة الوزن ترتبط بما هو أكثر من السعرات الحرارية، فالمسألة تنطوي على عدة عوامل من ضمنها ممارسة الرياضة، مقدار النوم، الضغوط والظروف الصحية التي قد لا يكون بمقدورك التحكم فيها كما التغيرات الهرمونية.
ولهذا إن كانت خسارة الوزن هي هدفك، فمن الضروري الاعتراف بمدى تفرد العملية، ومعرفة طريقة تنفيذها بطريقة تكون صحية بالنسبة لك. وعليك التأكد من أن أهدافك واقعية بالنسبة لجسمك وكذلك من مقدار الوقت والجهد الذي تخصصينه لذلك.
وفيما يلي الأسباب التي بنى على أساسها الباحثون نظريتهم التي تقول إن عد السعرات الحرارية ليس ضروريا لإنقاص الوزن، وهي الأسباب التي نستعرضها كما يلي:
فلك أن تتمكني من عد السعرات التي تحتاجينها لخسارة الوزن بشكل صحيح، فإنك تحتاجين لمعرفة معدل الحرق الأساسي لديك، أو عدد السعرات التي يحتاج جسمك لحرقها كل يوم ليبقى على قيد الحياة ويُبقِي على كل أجهزة الجسم تعمل دون مشاكل.
والحقيقة أن هناك تفاصيل عديدة، بدءا من الطريقة التي يعالج بها الطعام وصولا لمقدار الألياف التي يحتويه، هي التي تتحكم في عدد السعرات التي يمتصها جسمك من الطعام. وكذلك البكتيريا الموجودة في الأمعاء ربما تلعب دورا في تحديد الطريقة التي تهضمين بها الطعام وكذلك عدد السعرات الحرارية التي تشتقينها من الطعام. وعلى سبيل المثال، يمكنك امتصاص سعرات أكثر من اللحوم المطبوخة مقارنة باللحوم النيئة، وسعرات أكثر من زبدة الفول السوداني مقارنة بالفول السوداني الكامل.
لك أن تعلمي هنا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تسمح بهامش خطأ يصل حتى 20 % في الأعداد التي يتم تدوينها على تلك الملصقات الغذائية، التي ربما ترتكزين عليها عند عد كثير من سعراتك الحرارية. وهو ما يعني أن الوجبة الخفيفة التي تحوي 250 سعرة حرارية ربما تحتوي فعليا على 200 أو 300 سعرة.
التركيز الكامل على السعرات، بدلا من جودة الطعام الذي تتناولينه، قد يعبث بإشارات الجوع الخاصة بك. والنصيحة هنا هي أن تثقي بجسمك، لأنه يعلم ما الذي يحتاجه أكثر من أي أرقام عشوائية أو أي إحصائيات قد تظهرها أجهزة أو أدوات تتبع.
واحد من أبزر عيوب تطبيقات عد السعرات هو الانطباع الذي تعطيه بأن بمقدور الجسم حرق المقادير الإضافية التي يتحصل عليها من السعرات الحرارية. والحقيقة غير ذلك تماما؛ لأن الجسم لا يمكنه حرق سعرات حرارية مقابل سعرات بهذا الشكل.
والنصيحة الأخيرة التي قدمها الباحثون بهذا الشأن هي أنه وبدلا من عد كل سعر تتناولينه، يمكنك التركيز على نوعية الأطعمة الكاملة الطازجة عند تسوقها بالمتجر، مع النظر لتلك الأطعمة على أنها أطعمة صحية، وليست سعرات حرارية. ولك أن تعلمي أنك إذا اتبعت نظاما غذائيا متوازنا معظم الوقت، فالأرجح أن جسمك سيستجيب من خلال سعيه لإيجاد توازنه، دون الحاجة إلى عد وحساب السعرات الحرارية.