هناك بعض الأطعمة التي قد يختلف الناس حول طعمها أو مذاقها، ومن أبرز تلك الأطعمة المثار حولها الجدل منذ قرون هي الكزبرة، في ظل وجود فريق يرى أن طعمها يشبه طعم الصابون، وفريق آخر يعتبرها مكونا هاما في الأكل ولا يمكن الاستغناء عنه.
هي عشبة تنمو في الطقس البارد، وهي جزء من عائلة البقدونس، وتُستَخدَم أوراقها وسيقانها بشكل تقليدي في مطابخ منطقة الكاريبي، أمريكا اللاتينية وآسيا. ويقال إن للكزبرة طعما حمضيا طازجا أو طعم صابون – وهو أمر متفاوت من شخص لآخر – ويطلق عليها أيضا "البقدونس الصيني". ومن ناحية أخرى، يشار في الغالب إلى بذور الكزبرة على أنها كزبرة، التي تعد من أنواع التوابل اللذيذة الممتعة. والخلاف الدائر حول طعم الكزبرة متعلق بأوراقها وسيقانها، وليس ببذورها.
ومن حيث القيمة الغذائية، فمن الضروري معرفة أن الكزبرة تشتمل على مضادات أكسدة يمكنها مكافحة الجزيئات الضارة التي تعرف بـ "الجذور الحرة"، وهي ميزة جيدة؛ لأن تلك الجذور الحرة تتسبب في تلف الخلايا بشكل كبير، وهو ما يسهل الإصابة بكثير من الأمراض التي من ضمنها السرطان وأمراض القلب، وبالإضافة لذلك، يمكن لمضادات الأكسدة أن تساعد أيضا في مكافحة الالتهابات التي تحدث بالجسم.
يجب هنا معرفة أن الكزبرة تحتوي على مركبات عطرية تعرف بـ "الألدهيدات"، وهي عبارة عن مركبات حلوة الرائحة وتوجد بشكل طبيعي في كثير من المواد العضوية مثل الفانيليا، القرفة، الورود، قشور البرتقال وكذلك الكزبرة. وما أكثر من ذلك هو أن الألدهيدات تضاف في كثير من الأحيان إلى الصابون لتعزيز رائحته، ولعل هذا هو السبب الرئيس الذي يقف وراء خلط البعض بين طعم الكزبرة وطعم الصابون.
ومع هذا، لا يزال البعض يسأل ربما "لم تبدو رائحة وطعم الكزبرة شبيهة برائحة وطعم الصابون بالنسبة للبعض، بينما تبدو ذات رائحة وطعم عشبي طازج للبعض الآخر؟" – وهو ما رد الباحثون عليه بقولهم إن الأمر كله يعود للجانب الوراثي، الذي يتحكم في الطريقة التي يستقبل بها الأفراد الروائح والعطور المختلفة.
وتابع الباحثون هنا بقولهم "في حالة الكزبرة، هناك جين مستقبلات خاص بحاسة الشم يعرف بـ OR6A2، وهو المسؤول عن اكتشاف الألدهيدات والتعرف عليها، وما يحدث هو أن بعض الناس يوجد لديهم تحور معين من جين OR6A2، وهو ما يسمح لهم بشم الألدهيدات في الكزبرة، ومن ثم استشعار رائحتها كما رائحة الصابون. أما الناس الذين لا يوجد لديهم هذا التحور، فلا يكون بوسعهم شم رائحة الصابون".
بطبيعة الحال ليس بمقدورك تغيير جيناتك، لذا من غير الممكن تغيير الطريقة التي تقوم بها مستقبلاتك الشمية بتفسير الألدهيدات الموجودة في الكزبرة. وان كنت ممن يمقتون الأكلات أو الوجبات المضاف لها كزبرة، فيمكنك إضافة نكهات أخرى قوية مثل البصل المفروم، الفلفل الحار أو عصير الليمون الطازج لتقليل نكهة الكزبرة.
أوضح الباحثون أنك حال كنت من الفريق غير المحب للكزبرة، فإنك ستظلين كذلك ولن تغيري رأيك فيها، ولهذا من الأفضل أن تبحثي عن بدائل قريبة منها لتؤدي لك نفس الغرض في الأكلات، ومن أبرز تلك البدائل: البقدونس والريحان، حيث يعدان خيارين مميزين لكل من تود تنكيه الطعام بأعشاب بديلة للكزيرة وتحظى بالفعالية نفسها.