مع أننا نعرف أن هناك فارقا بين الدهون الصحية والدهون غير الصحية، وندرك ان إضافة الدهون لنظامنا الغذائي يعزز بشكل كبير من قيمته الغذائية، لكننا ربما لا نعرف أن هناك فروقا دقيقة بناء على التركيبة الكيميائية للزيوت، التي يمكنها أن تحدد الفوائد والمخاطر الصحية الرئيسة لاستخدام زيوت متنوعة في أنظمتنا الغذائية.
ولعلنا نعرف أن اثنين من أكثر أنواع الدهون إفادة للصحة هما الدهون المشتقة من زيتي الأفوكادو والزيتون، اللذين يتم عصرهما على البارد، لكن السؤال الذي يطرحه البعض "هل يتفوق أحد هذين الزيتين على الآخر من حيث القيمة الغذائية؟" – وهو ما سنجيب عنه بالتفصيل، وفق آراء خبراء، في السطور التالية.
أوضحت كارول لي، وهي مستشارة صحية معتمدة، أن الزيوت النباتية تعد من أبرز أنواع الزيوت غير الصحية، لاسيما الزيوت النباتية الصناعية الضارة مثل الكانولا، فول الصويا، الذرة وعباد الشمس، التي يستعان بها دوما في الأطعمة الخفيفة المصنعة وتتبيلات السلطة.
وتابعت كارول بقولها إنه وفي المقابل، تحظى الزيوت الصحية بفوائد كبرى، فالدهون والزيوت التي تشتق من الأطعمة الكاملة وغيرها من المصادر عالية الجودة يمكن أن تُثَبِّت معدل الحرق في أجسامنا، تحافظ على ثبات المستويات الهرمونية، تغذي بشرتنا وأظافرنا وتعزز وظائف أجسامنا بشكل جيد.
وواصلت كارول "لا تُصنَّع كل الزيوت والدهون بالطريقة ذاتها؛ فالدهون والزيوت غير المشبعة المهدرجة والمعالجة بكثافة التي تستخدم في تحضير الأطعمة الجاهزة المعبأة قد تكون ضارة للغاية بالجسم نتيجة لتسببها في حدوث التهابات وإجهاد تأكسدي".
يُصَنَّع هذا الزيت من فاكهة الأفوكادو، ويعصر على البارد، وأوضحت هنا خبيرة التغذية وطاهية المشاهير، سيرينا بون، أنه يتم تجميع فاكهة الأفوكادو، ثم يزال منها النوى والجلد، ثم يتم هرسهما معا، وبعدها يُستَخلَص الزيت من بقية المنتج، ثم يُعصَر على البارد، ويعبأ بعد ذلك في عبوات لطرحه في الأسواق والمتاجر.
وعاودت هنا كارول لتقول "زيت الأفوكادو غني بحمض الأوليك ومضادات الأكسدة. وهو خيار ممتاز لصحة الجلد والدماغ، فضلا عن فعاليته كزيت مضاد للالتهابات". وأوصت سيرينا هي الأخرى بضرورة التركيز عند شراء هذا الزيت على اختيار النوع العضوي "الأورجانيك" والتأكد من أنه غير مكرر، معصور على البارد وأنه أخضر اللون؛ لأن اللون الأصفر يعني أن الزيت خضع بالفعل لعمليات تكرير.
يشتق هذا الزيت من الزيتون المعصور على البارد؛ إذ تجمع حبات الزيتون ثم تهرس، وبعدها يُفصَل الزيت، ثم يمر زيت الزيتون البكر الممتاز فائق الجودة عبر عملية عصر على البارد. ولعل ما يميز زيت الزيتون بشكل أكبر هو أنّ معظمه من حمض الأوليك، وهو أحد الدهون الأحادية غير المشبعة الذي يفيد في الوقاية من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، فضلا عن فعاليته في مكافحة الالتهابات.
ولفتت سيرينا كذلك إلى أن زيت الزيتون يحتوي أيضا على مركبات نباتية تعرف باسم "البوليفينولات"، ثبت أنها تحظى بخواص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
كما ثبت أن هذا الزيت يحظى بفوائد علاجية تدعم الجهاز المناعي، عضلة القلب وصحة الدماغ، وربما يساعد في الوقت ذاته أيضا على إبطاء ظهور بعض السرطانات.
أحد أبرز الفوارق بينهما هو الجانب المتعلق بالنكهة، ولهذا، فإن استخدامهما يتوقف على التفضيل الشخصي للأفراد.
وهناك فارق آخر غاية في الأهمية بينهما، ألا وهو نقطة الاحتراق، حيث اتضح من دراسة استرالية أجريت عام 2018 أن زيت الزيتون يتميز بكونه أكثر ثباتا بشكل طفيف من زيت الأفوكادو عند تعريضهما للتسخين.
بطبيعة الحال، لا شك أن كلا الزيتين جيدان، ولن تضاري من استخدام أي منهما بأي حال من الأحوال، والسبب أنهما مصدران غنيان بالأحماض الصحية.
لكن ما يجب معرفته في هذا السياق هو أن هناك بعض الفوارق الرئيسة بشأن توقيتات استخدام كل منهما لضمان الحصول على أقصى درجة ممكنة من الفوائد الصحية.
وقالت سيرينا هنا "اختيارك لأي زيت منهما يتوقف على النكهة التي ترغبينها وعلى طريقة الطهي. وأنا شخصيا أفضل استخدام زيت الأفوكادو في الطهي، وزيت الزيتون البكر الممتاز في تطبيقات ووصفات الأكل الباردة، كتتبيلات السلطة أو الإضافات".