الجواب عن هذا السؤال معقد، فقد تباينت نتائج الأبحاث؛ إذ وجد بعضها روابط مهمة، وإن تكن صغيرة، بين التقاط صور السيلفي والنرجسية. فيما لم تجد أبحاث أخرى أي ارتباط جوهري.
تشير دراسة نفسية في موقع "سايكولوجي توداي" إلى أن هذا التناقض في نتائج البحث قد يكون ناجمًا عن عدم تساوي كل صور السيلفي. فقد أظهرت الأبحاث أن الأفراد النرجسيين يلتقطون الكثير من الصور لأنفسهم فقط، وعددا أقل مع أشخاص آخرين. والقليل من الدراسات بحثت في سبب التقاط الأشخاص لصور السيلفي.
الدراسة ُتعرَّف النرجسية على أنها تصور متكبر للذات مع عدم التعاطف مع الآخرين، أما استبيانات الشخصية التي تقيس النرجسية فإنها تقسم سمة النرجسية إلى عدة مكونات:
· القيادة - السلطة: الشعور بأن المرء مهم ويجب أن يكون مسيطرا.
· الاستحقاق - الاستغلال: الشعور بأنه يستحق امتيازات خاصة ولديه الاستعداد لاستغلال الآخرين.
· الاستعراض: الرغبة في التباهي وأن يكون مركز الاهتمام.
في الدراسة الاستبانية أكمل 276 طالبا جامعيا مسحا لقياس النرجسية، وأجابوا أيضا عن سؤال حول ما الذي يدفعهم لالتقاط صور السيلفي.
أظهرت النتائج أن جانبا واحدا من النرجسية، وهو الاستعراض، كان السمة الشخصية الوحيدة المرتبطة بأخذ صور السلفي، وخصوصا الصور المنفردة.
قام الباحثون بتصنيف الاستجابات حول الدوافع المختلفة لدى الأشخاص لالتقاط صور السلفي، وقد تم تصنيفها تبعا للنسبة الأكثر ثم الأقل فالأقل كما يلي:
· النرجسي: الاعتقاد بأن الشخص مهم وجذاب ولا مانع لديه من مشاركة ذلك، وقد شكل هؤلاء نحو الثلث.
· المشاركة والاتصال: الرغبة في مشاركة الحدث مع الأصدقاء.
· الاستخدام الوظيفي: أن تكون للإعلان عن مهنة الشخص كنوع من الدعاية.
· تعزيز احترام الذات: الشعور بالرضا عن النفس.
· الذاكرة: نوع من توثيق حدث معين.
· تقليد الآخرين: هذا ما يفعله الآخرون وأنا أقلدهم.
ويظهر من القائمة أعلاه، أن ما يقرب من ثلث المستجيبين أشاروا إلى أسباب نرجسية لنشر صور سيلفي، وهذا يعني أن 70٪ ذكروا أسبابا أخرى.
تبعا لذلك، إذا كان لدى ثلث المستجيبين دوافع نرجسية لنشر صور سيلفي، فهل يعني ذلك أن النساء الشابات اللواتي ينشرن السيلفي نرجسيات؟
يقول الباحثون إن استنتاجا كهذا سابق لأوانه، ذلك أن الشباب عادة ما يميلون إلى التركيز على أنفسهم، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم أكثر نرجسية، بل يعني أنهم يشعرون ببعض المخاوف بشأن العثور على هوية وكيف يقدمون أنفسهم للآخرين وهي مخاوف عادة ما تلوح في الأفق في بداية سن الرشد.
ويخلص البحث إلى إصدار براءة جزئية من النرجسية لدى النساء المولعات بالسيلفي، فالدوافع التي تدور حول الذات لالتقاط صور سيلفي، هي دوافع شائعة ومتعددة، ولكنها ليست مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنرجسية كصفة؛ لأن علة النرجسية بالتقاط صور السيلفي هي جزء صغير من صورة أكبر، كما تقول الدراسة السيكولوجية.