رافق مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، ثلاثة أشخاص، في تحقيق حلمه برحلة إلى الفضاء نفذتها شركته بلو أورويجين.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن بيزوس اختار بعناية من سيرافقه في الرحلة، حيث اصطحب معه شابا هولنديا يبلغ من العمر 18 عاما، ورائدة طيران أميركية سابقة تبلغ من العمر 82 عاما، ليكون بذلك قد اصطحب في رحلته أصغر وأكبر شخصين يتمكنان من الوصول إلى الفضاء في التاريخ.
وقال بيزوس عند نزوله من الكبسولة التي أقلته إنه "أفضل يوم على الإطلاق!" بعد الرحلة التي استغرقت 10 دقائق.
وتلقت والي فانك (82 عاما)، تدريبا خاصا برواد الفضاء من خلال برنامج في ستينات القرن الماضي، لكنها لم تتمكن من الصعود إلى الفضاء مع أي من المهام السابقة، بسبب "التحيز بين الرجال والنساء في تلك الفترة" كما رددت في أكثر من مناسبة.
وكانت فانك أول امرأة مفتشة في إدارة الطيران الفيدرالية وأول محققة سلامة جوية في NTSB.
وبتمكنها من السفر اليوم برفقة بيزوس، أصبحت أكبر شخص يطير إلى الفضاء على الإطلاق.
وبعد انسحاب الفائز المجهول بمزاد قيمته 28 مليون دولار للانضمام إلى رحلة الفضاء بسبب تعارض في المواعيد، ذهب المقعد الثالث إلى أوليفر دايمن البالغ من العمر 18 عامًا، حيث فاز والده، المدير التنفيذي للأسهم الخاصة، جو دايمن، بمكان في الرحلة.
ويعد أوليفر خريج المدرسة الثانوية الهولندية، وهو ينتظر دخول جامعة أوتريخت لدراسة الفيزياء وإدارة الابتكار.
وعلقت شركة بلو أوريجين أنها "ستحقق حلم حياة أوليفر"، الذي كان مفتونًا بالفضاء والقمر والصواريخ منذ أن كان في الرابعة من عمره.
فيما بدأ مارك، شقيق جيف بيزوس، شق طريقه لأول مرة في عالم التسويق والإعلان من جامعة تكساس، وتخصص في مجال الإعلان والعلاقات العامة.
عمل في بعض شركات التسويق ذات الأسماء الكبيرة مثل Saatchi & Saatchi. شغل لفترة من الوقت منصب الرئيس التنفيذي لشركته الخاصة، Bezos-Nathanson، التي تكفلت بعمليات التسويق لمجموعة متنوعة من الشركات الناشئة عبر الإنترنت، وفي وقت لاحق، الشركات الكبيرة مثل فنادق رامادا ودوم بيريغنون.
يشير جيف بيزوس إلى شقيقه على أنه "أفضل صديق له" في منشور على إنستغرام معلناً عن رحلتهما.
يذكر أن هذه الرحلة ستمهد الطريق لمزيد من الرحلات القادمة، خاصة أن شركة "بلو أوريجن" التي أطلقت كبسولتها "نيو شيبرد" بدأت في تكثيف الخدمات التجارية، مما سيؤدي إلى نقل العملاء خارج الغلاف الجوي للأرض بشكل روتيني.
وانطلق صاروخ "نيو شيبرد" حاملا كبسولة تقل المسافرين الأربعة الساعة 08:11 بتوقيت غرينتش، بعد تأخير لدقائق عن الموعد الأصلي للانطلاق، من موقع معزول في صحراء غرب تكساس يبعد 40 كيلومترا عن مدينة فان هورن.
وتجاوزت سرعة انطلاق "نيو شيبرد" إلى الفضاء 3 مرات سرعة الصوت باستخدام محرك يعمل على الهيدروجين السائل والأكسجين، أي دون انبعاثات كربونية.
ثم انفصلت الكبسولة عن الصاروخ، وأمضى رواد الفضاء الجدد بضع دقائق على ارتفاع 107 كيلومترات، وراء خط كارمان (ارتفاع 100 كلم) المعترف به دوليا بأنه الحد الفاصل بين المجالين الأرضي والفضائي.
وتمكن الرواد من تأمل الكوكب الأزرق والسواد العميق المخيم على بقية الكون من نوافذ كبيرة تمثل ثلث مساحة المقصورة. وقالت فانك "كل شيء أسود هنا" وفق البث الصوتي المباشر من الكبسولة.
بعد بضع دقائق من اختبار تجربة انعدام الجاذبية، نزلت الكبسولة في سقوط حر قبل أن تنشر 3 مظلات ضخمة لتهبط بسلاسة في الصحراء بعد رحلة استغرقت حوالي 11 دقيقة.
وعند مغادرتهم الكبسولة، استُقبل الركاب الأربعة الذين كانوا في حالة جيدة بصرخات فرح أطلقتها فرق "بلو أوريجن" وكان بيزوس يعتمر قبعة "كاوبوي".
وأنشأ بيزوس شركة "بلو أوريجن" عام 2000، طامحاً بأن تتمكن ذات يوم من بناء مستعمرات فضائية عائمة مزوّدة بجاذبية اصطناعية، ويمكن لملايين الأشخاص العمل والعيش فيها.
وقال المدير العام للشركة بوب سميث خلال مؤتمر صحافي الأحد إنّ صاروخ "نيو شيبرد" الذي سيتمّ إطلاقه "ليس إلا البداية".