دار نقاش علمي محتدم خلال الفترة الماضية حول ما إن كان الصوم آمنا على الصحة قبل ممارسة التمارين الرياضية أم لا، وقد كشفت دراسات بالفعل عن مجموعة فوائد لذلك، من ضمنها تحسين استخدام الطاقة وتحسين حساسية الجسم تجاه الأنسولين.
وسواء كان الأمر مرتبطا بتفضيلك الشخصي أم لا، فإن ممارسة الرياضة على معدة خالية بدأت تحظى بشعبية كبرى خلال الآونة الأخيرة، لاسيما مع توصل بعض الدراسات إلى نتائج تقول إن التدريب الصائم يمكن أن يفيد الجسم بشكل أفضل على صعيد احتياجات الطاقة، ومن ثم فهو أفضل في تلك الحالة بالنسبة لعملية حرق الدهون.
وعلق على ذلك الباحث دوغلاس سميث بقوله "إن طبيعة التوقف عن تناول الطعام على العشاء ثم النوم والبقاء في حالة صوم عند الاستيقاظ ثم ممارسة التمارين الرياضية أمر يعني أنه بالإمكان تلبية كثير من متطلبات الطاقة الخاصة بنا من الدهون".
ردّ على ذلك خبير التمارين الرياضية، لوري راسيل، أنه ولضمان تأدية التمارين الرياضية على معدة خاوية بصورة فعالة، لابد وأن يكون هناك مدى زمني يتراوح بين 10 ـ 12 ساعة بين آخر وجبة تتناولينها وجلسة التمارين الخاصة بك، وهو ما يجعل من الجلسات الصباحية جلسات عملية بالنسبة إليك في نهاية المطاف، لكن يفضل قبلها تناول كوب كبير من الماء للحفاظ على مستويات الترطيب والقيام في الوقت ذاته بتناول فيتامينات متعددة للحيلولة دون حدوث أي نقص في العناصر الغذائية، علما بأن جلسة التمارين يمكن أن تتفاوت في مدتها من 30 إلى 60 دقيقة.
متى يمكنك بدء تناول الطعام بعد الانتهاء من التمارين الصائمة؟
هناك بعض النظريات والدراسات التي تقول إن تناول الطعام بعد الانتهاء من التمارين بـ 30 دقيقة أمر يمكن أن يساعد الجسم على امتصاص المغذيات بصورة أكثر فعالية من مجرد الأكل متى كان ذلك ممكنا، مع الاهتمام بتناول نوعية الأطعمة الصحية.
من وجهة نظر صحية، قد لا تناسب تلك التمارين جميع الأشخاص، ومن الضروري فهم ومعرفة ما هي نوعية التمارين التي تكون آمنة لجسمك. وشدد الباحثون على ضرورة أن يقوم أي شخص بالغ يعاني من ثمة مشكلة صحية وأي امرأة حامل بالرجوع لطبيب وخبير تغذية قبيل الانخراط في تلك التمارين حتى لا تشكل أي خطر عليهم.
تُمارَس التمارين الصائمة بهدف تعزيز التعديلات المستقبلية والأداء المستقبلي وليس فقط لتحقيق نتائج فورية، وهو ما يعني أن تمارين الصوم الفعلية لن تكون رائعة طالما أن جسمك محروم من مصدر يمده بالطاقة بشكل فوري، لذا تعد فترات التمرين القصيرة أكثر فعالية في هذه الحالة؛ لأنه بالنظر لحدوث انخفاض بمستويات الأنسولين، فإن أجسامنا تستفيد بشكل طبيعي من الدهون كمصدر رئيس للطاقة.
وهناك بعض الدراسات تقول أيضا إن التمارين الصائمة لا يُنصَح بها لمن يحاولون بناء كتلة عضلية، لكون الجليكوجين مصدر طاقة أفضل من الدهون لهذا النوع من التمارين.
لذا فإنه وبينما وجدت بعض البحوث ثمة تأثيرات إيجابية على حرق الدهون عند ممارسة تمارين الصوم، فإن اختيارك ممارسة تلك التمارين في الأخير هو اختيارك الشخصي.
لك أن تعلمي أن هناك بعض الأطعمة التي تعد مصادر غذائية أفضل من غيرها لإعادة تزويد أجسامنا بالطاقة والحيوية، لذا ينصح باستكشاف تلك النوعية من الأطعمة قبل الإقدام على تناول أكلات أو مشروبات سكرية بغرض تعزيز الطاقة لديك.
وهناك من يقولون إن تناول وجبة خفيفة سريعة تحتوي على نسبة كربوهيدرات إلى بروتين بمقدار 3:1 أو 4:1 هو الخيار الأفضل لضمان تزويد الجسم بالطاقة فورا، مع إمكانية الاعتماد هنا على كثير من الخيارات المفيدة مثل سموذي البروتين، حليب الشوكولاتة، البيض والخبز المحمص، الزبادي اليوناني أو الفواكه.
في حين أن هناك آخرين يفضلون المصادر الغنية بالبروتين أكثر من أي شيء آخر من منطلق أنها أكثر إفادة للجسم والحيوية من المصادر الغنية بالكربوهيدرات والدهون.
وبغض النظر عن أي شيء، يبقى الشيء المهم في هذا التوقيت هو تناول نوعية الأطعمة الأكثر كثافة بالمغذيات لكون الجسم مهيأ لتلقي تلك المغذيات بعد تعرضه توًا للإجهاد.