تشعر كثير من النساء بذعر وخوف حال نزول الدورة عليهن بغزارة، وذلك لأنها تكون سببا في شعورهن بتقلصات، تعرضهن لنزيف يستدعي استعمال عدد كبير من الفوط الصحية والسدادات القطنية، وتتأثر أنشطتهن اليومية وتعرضهن كذلك لنقص بالحديد، وهو ما قد يتسبب في كافة أنواع الآثار الجانبية الجسدية والعاطفية.
لكن باحثين زفوا بشرى سارة لمواجهة جانب واحد على الأقل من جوانب تلك المشكلة؛ إذ أظهرت دراسة حديثة أن مكملات الحديد يمكنها أن تحسن جودة حياة النساء اللواتي تأتيهن الدورة بغزارة كل شهر، ومن ثم تجنب هذا الكابوس المزعج.
وقال الباحثون إنه حين تفقد المرأة الدم بسبب نزول الدورة، فإنها تفقد نحو 220 إلى 250 ملي غراما من الحديد لكل نصف لتر دم. وبالنسبة للنساء اللواتي تنزل عليهن الدورة بغزارة، فقد يصبن بفقر دم ناتج عن نقص الحديد، وهي الحالة التي تنتج حين لا يكون بمقدور الجسم إنتاج قدر كاف من كريات الدم الحمراء الصحية.
ومعروف أن فقر الدم (الأنيميا) يمكن أن يسبب في الشعور بتعب، قصر بالنفس، صداع ودوخة، كما سبق أن وجدت دراسات سابقة أن فقر الدم يرتبط ارتباطا مباشرا بحدوث تراجعات على صعيد الأداء البدني، الوظائف الإدراكية والحالة المزاجية.
لذا قام باحثون من مستشفى هيفينكا في فنلندا بفحص ما إن كان لعلاج الأنيميا أن يساعد على تحسين تلك الأعراض بالنسبة للنساء اللواتي تنزل عليهن الدورة بغزارة.
واتضح بعد مرور عام على تلقي النساء علاجات لمشكلة نزول الحيض عليهن بغزارة أن عدد كريات الدم الحمراء لديهن قد زاد وتجاوز مستويات فقر الدم، فيما ظلت كريات الدم الحمراء منخفضة لدى النساء اللواتي يعانين من فقر الدم مقارنة بغيرهن من النساء اللواتي لا يعانين من تلك المشكلة. وتبين للباحثين أن تحسن جودة حياة النساء ارتبط بمعالجة مشكلة الأنيميا وليس فقط بإيقاف نزول الدم بغزارة.
وهو ما يبين أن مكملات الحديد قد تساعد على منع الأنيميا أو معالجتها، ويجب أن يوصى بها للنساء اللواتي تنزل عليهن الدورة بغزارة ممن يثبت نقص الحديد لديهن.
وأرجع الباحثون السر وراء عدم الاعتماد على مكملات الحديد إلى أن الأطباء يركزون فقط على علاج نزيف الحيض الغزير نفسه، وربما لا يولون اهتماما بتشخيص وعلاج فقر الدم ونقص الحديد. وأكد الباحثون في الأخير أن أي شيء تفعله المرأة لمعالجة مشكلة فقر الدم يُحتَمَل أن يُحَسِّن صحتها ليس فقط طوال الدورة ولكن خلال الشهر بأكمله، وهو ما يجب أن تهتم به النساء لتعزيز رفاهيتهن.