أظهرت دراسة أخيرة في الطب النفسي أن هناك حالة حاسمة لدى كل امرأة تدخل تمرين تخسيس الوزن، هي التي تحكم نتائج المجهود الشاق للريجيم ويمكن أن تُفشلّه دون أن تعرف المرأة سبب الفشل، وهو مدة النوم ونوعيته.
وفي تقرير أخير لمجلة "سايكولوجي توداي" عرضت الدكتورة جينيفر ريد، طبيبة نفسية حاصلة على شهادة البورد وعضو هيئة التدريس الإكلينيكية في قسم الطب النفسي في جامعة بنسلفانيا وكلية كوبر للطب بجامعة روان، كيف أن النوم عامل رئيس واحد وحاسم في صحتك اليومية إما أن ييسر الطريق إلى وزن صحي، وإما يخلق إذا تم تجاهله، حواجز كبيرة أمام التغييرات المرغوبة في معظم الأنشطة ومنها برامج التخسيس.
تسأل الدكتورة ريد: هل سبق لكِ أن لاحظتِ زيادة مفاجئة في شهيتكِ بعد ليلة من الراحة المفقودة؟
ربما قضيتِ الليل كله لإنهاء فصل دراسي، أو عملت في نوبة متأخرة، أو سهرتِ لرعاية طفلكِ المريض. ستلاحظين أنك، وبعد ظهر اليوم التالي، وعلى الرغم من تناول غدائكِ المعتاد، تبحثين عن كيس من رقائق البطاطس أو البسكويت ويقترب دماغكِ من قائمة الوجبات السريعة كما لو كان يستعد للمجاعة.
إذا كان الأمر كذلك، فأنت لستِ وحدكِ فقد ثبت أن الحرمان من النوم يزيد بشكل كبير من الجوع وكذلك السعرات الحرارية في اليوم التالي. وهكذا إذا استمر هذا المستوى من الحرمان من النوم لمدة سنة تقويمية كاملة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة أكثر من 70000 سعرة حرارية، أو 10 كيلوجرامات زيادة الوزن، حسب دراسة صحية شاركت فيها الدكتورة ريد.
ويؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى تغيير نوع الطعام الذي نتوق إليه، أي الحلويات عالية السعرات الحرارية والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والوجبات الخفيفة المالحة.
في إحدى الدراسات، زاد استهلاك هذه الأنواع من الأطعمة لدى الذين يعانون من قلة النوم بنسبة 30-40٪ مقارنة بأقرانهم الذين يتمتعون براحة جيدة. وفي المقابل تم أيضًا زيادة تناول البروتين ومنتجات الألبان والأطعمة الدهنية بنسبة 10-15٪ بعد قلة النوم.
لسوء الحظ، في إطارنا المجتمعي الحالي المتمثل في "العمل الجاد واللعب بجد"، قد نحكم سلبًا على أولئك الذين ينامون 8 ساعات في الليلة، ونشير إلى أنهم لا يضاعفون إنتاجيتهم أثناء النهار، أو يتكاسلون بطريقة ما. للأسف فإن هذا الانطباع "غير صحيح"؛ لأن ما يصفه البعض بـ"إضاعة الوقت"، هو في الواقع حالة نشاط استقلابي مرتفع أثناء استرخاء النوم.
ولتوضيح ذلك بينت جنيفر ريد أن الباحثين أجروا دراسة طلبوا فيها من المشاركين الخضوع لمدة 24 ساعة من الحرمان التام من النوم، ووجدوا أنه بعد البقاء مستيقظين لمدة 8 ساعات إضافية، فإن أولئك الذين لم يناموا على الإطلاق يحرقون أقل من 200 سعرة حرارية إضافية مقارنة بأقرانهم الذين ناموا لمدة 8 ساعات.
وخرجت الباحثة من كل ذلك الى التأكيد بأن مدة ونوعية النوم تتحكم، وبنسبة راجحة، في فعالية برامج الريجيم واللياقة الصحية التي تفشل بها نساء كثيرات دون أن يعرفن السبب الحقيقي لذلك.