تدور في أذهان الكثيرين تساؤلات حول إمكانية شرب الدايت صودا خلال الصيام المتقطع وما إن كان ذلك أمرا جيدا، أم أن له بعض التداعيات الصحية التي يجب الانتباه إليها.
ولهذا نستعرض في السطور التالية بعض المعلومات والحقائق التي يجب معرفتها، استنادا لآراء خبراء وأخصائيي تغذية معتمدين حول هذا الموضوع المثير للجدل حتى الآن.
هناك قاعدة بسيطة حين يتعلق الأمر باختيار مشروباتك أثناء الصيام وهي: تجنبي أي مشروب يحتوي على سعرات حرارية. والفكرة من الصيام المتقطع هي البقاء في وضعية الصوم، بمعنى عدم تناول أو شرب كربوهيدرات، دهون أو بروتين لفترة زمنية معينة.
ولأن الدايت صودا لا تحتوي على سعرات، فعادة ما يسمح بتناولها أثناء الصيام، لكن العلماء يتجادلون بشأن تأثير المحلّيات الصناعية على عنصرين رئيسين للغاية في عملية الصيام المتقطع، ألا وهما: الأنسولين والشعور بالجوع.
ردت على ذلك أوتمن بيتس، خبيرة التغذية السريرية المعتمدة في كاليفورنيا، بقولها "من الناحية الفنية، يمكن القول إن معظم أنواع الدايت صودا التي لا تحتوي على سعرات لا تُفطِر. ومع هذا، فإن كان هدفك هو خسارة الوزن، فيمكن لشرب الدايت صودا أن يضر بأهدافك المرتبطة بخسارة الوزن؛ إذ ستعمل الدايت صودا على زيادة رغبتك في تناول السكريات وتعزيز شعورك بالجوع طوال اليوم".
وقالت أيضا لي ميروتو، وهي اختصاصية تغذية معتمدة في تورنتو، إن هناك بعض الأدلة على أن المحليات الصناعية مثل السكرالوز والأسبارتام التي توجد غالبا في مشروب الدايت صودا لا زالت تسبب ربما في زيادة درجة استجابة الجسم للأنسولين نتيجة حدوث تفاعل كيميائي بالدماغ يشبه التفاعل الذي يحدث عند تناول السكر".
تعد المشروبات المحلّاة بالسكر كما الصودا، العصير أو المشروبات الرياضية هي المصدر الأول للسكريات المضافة في النظام الغذائي الأمريكي، وهو ما قد يؤدي لمجموعة كاملة من الأضرار الصحية، التي من بينها زيادة الوزن، أمراض القلب، تسوس الأسنان، النوع الثاني من داء البول السكري ومزيد من الأضرار والمشكلات.
لكن وبالرغم من اعتبار إدارة الغذاء والدواء أن تناول كميات معقولة من المحليات الصناعية هو أمر آمن، لكن جمعية القلب الأمريكية توصي بضرورة أن يقلل الجميع من تناول مشروبات الصودا منخفضة السعرات والتركيز أكثر على شرب المياه.
فضلا عن توصية مركز العلوم المعني بالمصلحة العامة بضرورة تجنب المحليات الصناعية سواء كان الأشخاص يتبعون حمية الصيام المتقطع أم لا. وفي ظل تباين النتائج البحثية المتعلقة بهذا الموضوع، ألمح باحثون إلى احتمال ظهور تأثيرات صحية في مراحل لاحقة من الحياة؛ لأنها ليست ظاهرة بالنسبة لنا حتى وقتنا هذا، وهو ما يستدعي منا التزام قدر أكبر من الحيطة والحذر تجنبا لأية مشكلات مستقبلية.