لا شك أن حبوب الوجه من التجارب المؤلمة والمزعجة التي يمكن أن تمر بها أي امرأة، خاصة لو لم تفلح معها أي محاولات لمعالجة تلك المشكلة، لكن لحسن الحظ، هناك مزيد من الخيارات العلاجية التي يمكن للمرأة الاعتماد عليها بهذا الصدد.
فإلى جانب إفرازات الزيوت الزائدة وخلايا الجلد الميتة التي تسد المسام، فإنه يمكن للبكتيريا أن تسبب في ظهور تلك الحبوب أيضا. وبحسب الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن بمقدور تلك البكتيريا التواجد داخل المسام والتكاثر بأعداد أكبر، ما قد ينتج عنه حدوث التهابات واحمرار، والجيد أن بمقدور المضادات الحيوية القضاء على تلك البكتيريا من أجل الحد من ظهور الحبوب في نهاية المطاف.
وقال الباحثون إن اثنين من أشهر المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها في معالجة حب الشباب هما الـ minocycline وال doxycyclin، اللذان يفيدان في مكافحة الأنواع الالتهابية للحبوب، مثل النتوءات الحمراء، البثور والخراجات المؤلمة.
وعلق على ذلك دكتور جوشوا زيشنر، مدير قسم الأمراض الجلدية في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك، بقوله "يوصف هذان المضادان الحيويان إلى جانب أدوية الحبوب الموضعية (مثل الريتينويد) ويتم استخدامهما من 3 ـ 4 أشهر تقريبا".
وما يجب معرفته طبقا للتوجيهات الجديدة الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن المضادات الحيوية الخاصة بحبوب الوجه توصف فقط كعلاج قصير المدى نظرا لوجود مخاوف بشأن مقاومة المضادات الحيوية، شريطة البدء في مشاهدة النتائج في غضون مدة الـ 3 أشهر. وبعد الانتهاء من العلاج باستخدام المضادات الحيوية، يجب الاستمرار في استخدام العلاج الموضعي لضمان الحصول على نتائج مستمرة تضمن الحد من ظهور الحبوب، رغم أن بعض المرضى الذين يعانون من حالات أشد حدة يحصلون على مضادات حيوية لمدة أطول.
وبالنسبة للمرأة التي تعاني فقط من رؤوس بيضاء وسوداء، فقد لا تكون المضادات الحيوية الخاصة بالحبوب مناسبة لها، وذلك لأن الرؤوس البيضاء والسوداء أشكال غير التهابية للحبوب، ويمكن معالجتها بشكل أفضل باستخدام منتجات صيدلية بها مكونات مثل البنزويل بيروكسايد، الذي يقتل البكتيريا المسببة للحبوب، وحمض الساليسيليك، الذي يزيل الزيوت الزائدة ويقشر الخلايا الميتة من الجلد.
وبخصوص الطريقة التي يمكن أن تعرف بها المرأة ما إن كان بمقدورها استخدام المضادات الحيوية في علاج الحبوب أم لا، قالت دكتور منى غوهارا، طبيبة الأمراض الجلدية المقيمة في كونيتيكت، إنه إذا ظهرت مشاكل أخرى على الجلد بخلاف الرؤوس البيضاء والسوداء، فيتعين على المرأة في تلك الحالة اللجوء للطبيب.
ونوه الباحثون في الأخير إلى أن العلاج بالمضادات الحيوية لا يناسب الجميع، فلا يجب مثلا إعطاء تلك المضادات للمرأة الحامل أو المرأة المرضعة، فضلا عن أن المضادات الحيوية تحظى ببعض الآثار الجانبية، فال doxycyclin قد يتسبب في زيادة حساسية البشرة تجاه الشمس والإصابة بارتجاع المريء، والـ minocycline قد يؤدي إلى الشعور بدوخة وكذلك حدوث ردود فعل تحسسية نادرة.