يمكن أن يؤثر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) على الحياة الجنسية للأشخاص بصور عدة، فيمكن لمصابي هذا الاضطراب أن يلحظوا وجود حساسية شديدة لديهم تجاه التحفيز الحسي، ما يجعل اللمس الحسي أمرا مزعجا بالنسبة لهم، أو قد يلحظون أيضا تغير مستوى الرغبة الجنسية بشكل كبير من يوم لآخر.
كما ثبت أن بعض المصابين بهذا الاضطراب يكون لديهم دافع جنسي مرتفع وبحاجة للتحفيز، كما مشاهدة مواد إباحية، وهو ما يتسبب في حدوث مشاكل بعلاقاتهم.
وقد يكون المصابون بهذا الاضطراب أكثر عرضة للمخاطرة الجنسية كالانخراط في الجنس غير المحمي أو وجود شركاء جنسيين متعددين. وقد يرتبط هذا الاضطراب بانخفاض في الناقلات العصبية؛ ما قد يؤدي لظهور هذه الأنواع من السلوكيات الاندفاعية.
ماذا لو كان يعاني شريكك من اضطراب فرط النشاط؟
لو كان الشريك يعاني من هذا الاضطراب، فقد تلحظين تشتته أثناء الجماع مع فقدانه الاهتمام والرغبة بسهولة، وهو ما قد تفسرينه على أنه رفض. ومن المهم أن تفهمي أن ذلك الاضطراب يسبب مشاكل في التركيز بكثير من جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقة الحميمة، وأنه لا يكون له علاقة عادة بدرجة اهتمام الشخص بالشريك.
وعليك أن تتذكري دوما أن المشاعر المُبالَغ فيها التي قد يشعر بها الشخص المصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، مثل الغضب والإحباط، قد تخلق مشاعر صراع في أي علاقة رومانسية، ما قد يزيد من صعوبة الاتصال الجنسي أيضا.
نصائح تضمن تحسين العلاقة الحميمة حتى مع وجود اضطراب فرط النشاط
أولا وقبل كل شيء، يجب تناول الأدوية المخصصة لعلاج هذا الاضطراب، كما حدّدها الطبيب، والخبر الجيد هو أن أغلبها لا يقلل الدافع الجنسي أو الرغبة الجنسية. والحقيقة هي أن تلك الأدوية تساعد فعلا على تحسين الحياة الجنسية؛ لأنها تزيد القدرة على التركيز، وبالإضافة لذلك، هناك نصائح أخرى يمكنها أن تفيد في الإطار نفسه:
الاهتمام بالتواصل
يُنصَح بمشاركة ما تشعرين به وما يثير انزعاجك أثناء العلاقة الحميمة، وإن كنت لا تحبين روائح أو أضواء بعينها، فيمكنك تهيئة الأجواء مسبقا بما يوفر لك الشعور بالراحة. ولا مانع أيضا من التحدث مع الشريك بشأن الوضعيات التي تفضلينها وتضمن لك الاستمتاع أثناء العلاقة، ويفضل هنا تبادل الأفكار والمشاعر بوضوح وصراحة لضمان الوصول لأفضل نتيجة ممكنة من وراء العلاقة.
التخلص من المشتتات
ينصح بضرورة التخلص من أي عوامل قد تؤثر على التركيز أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، كالقيام مثلا بغلق التلفزيون، منعا للتشتيت. وينصح أيضا بممارسة الرياضات التي تخلص من الضغوط مثل التأمل واليوغا.
الاستعانة بمعالج جنسي أو أخصائي صحة عقلية
يمكن لهؤلاء المختصين أن يقدموا نصائح مفيدة للغاية لكل الأزواج الذين يعانون من هذا الاضطراب، حيث تعنى تلك النصائح بتحسين حياة الأزواج الجنسية وفتح آفاق التواصل بينهم بشكل كبير.
