وجود قطة أو كلب في المنزل أمر جميل، لكن هل تصل محبتنا لهما بمشاركتنا السرير وغرفة النوم؟ هذا السؤال طرحته صحيفة "الغارديان" البريطانية، وتركت لذوي الاختصاص أن يجيبوا عليه.
تقول الدكتورة ستيفاني هوارد سميث، المؤرخة الثقافية للعلاقات بين الإنسان والكلب، إنه في القرن الثامن عشر كانت الحجة ضد نوم الكلب في السرير، هي تأثيره على الحياة الجنسية بين الزوجين، فقد كان وجوده يشعر الزوج بالحرمان من اهتمام زوجته.
لكن بحلول أواخر القرن التاسع عشر، أصبحت الفكرة أن تربية الكلاب في الهواء الطلق، أفضل بكثير لصحة الكلب من الاختناق في غرفة نوم مغلقة.
ومع استمرار البحث العلمي في القرن العشرين، علمنا عن خطر الأمراض التي يمكن أن ينقلها الكلب، بما يحمله في فرائه من الديدان والبراغيث.
تبيّن أن مخاطر المرض المرتبطة بالنوم المشترك، هي أقل بكثير مما كان يعتقد. بل إن بعض الأطباء البيطريين يرون بأن الأشخاص الذين نشأوا مع الحيوانات الأليفة، لديهم حساسية أقل.
يقول الدكتور جيس فرينش، المؤلف والطبيب البيطري، إن: "معظم الأطباء البيطريين يوصون بعدم ترك الكلاب تنام في سريرك، فالكلاب التي تعتاد النوم بسرير صاحبها، يمكن أن تتعرض للتوتر عندما يكون بعيدًا، لذلك، من الأفضل أن يكون للكلب مساحة آمنة خاصة به، إضافة إلى أن النوم في سرير مشترك، قد لا يناسب جميع الكلاب".
الأدلة ضد وجود قطط في السرير موجودة بكثرة، كما يقول التقرير.
فهناك خطر على الأطفال الصغار من القطط (وخاصة الخرمشة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالعدوى). إضافة إلى ذلك، فإن القطط لديها دورات نوم أقصر وتتحرك كثيرًا، مما يعتبر مشكلة لمن يعانون من النوم الخفيف.
كما أن القطط تصطاد ليلا وتحضر إلى الفراش "هدايا" على شكل فريسة، بالإضافة إلى حملها البراغيث وطفيليات أخرى. لهذا، تحتاج القطة إلى مراقبة دائمة، وعدم السماح لها بالاقتراب من غرفة النوم.
وينقل التقرير عن استطلاعات أخيرة، أن حوالي 50% من أصحاب الحيوانات الأليفة، يرون أنه يمكنهم التعايش مع هذه العيوب. فنوم الكلاب والقطط في سريرهم يساعد في تهدئة القلق والخوف الذي يشعرون به، ويبعد عنهم الانفعال الناجم عن الضوضاء كما يبعد الشعور بالوحدة، ويجعل السرير لطيفًا ودافئًا. لهذا فهم ينامون بشكل أفضل ويشعرون بالتواصل أكثر مع رفاقهم من الحيوانات، ما يجعل الأمر مغريًا إلى حد كبير بالرغم من كل المخاطر أو السلبيات.