نجمة "معجونة" بالفن، تربت داخل بيت فني، وعشقت الفن فعشقها، لا يشغلها التواجد بشكل مستمر على الشاشة بقدر ما يشغلها الدور وأهميته، ورسالته للجمهور الذي تضعه دائمًا نصب عينيها. النجمة المصرية رانيا فريد شوقي، تحدثت لـ"فوشيا" عن تجربتها مع مسلسل "ولاد ناس" الذي عرض في رمضان الماضي.
وتطرقت لقضية تمس الأسرة بشكل عام في العالم العربي، وأثار جدلًا واسعًا على الساحة. كما تحدثت عن العديد من الأسرار الشخصية وعلاقتها ببناتها وهوايتها، وكيف تقضي يومها بعيدًا عن البلاتوه في وقت فراغها، وما تخطط له الفترة القادمة.
لا أستطيع أن أجزم أنني توقعت كل هذا النجاح ورود الفعل، لأنها أمور خارجة عن إرادتنا ويحددها الجمهور مع عرض العمل، ولكن عندما يكون السيناريو جيد والقضية التي يقدمها العمل مهمة وتمس المجتمع والبيوت، أضمن نجاح بنسبة حوالي 50%، وسعيدة بنجاح العمل الذي فاق التوقعات.
لا أنكر أن المنافسة كانت قوية، ولكنني تربيت في بيت كان فيه فريد شوقي، وكان دائما يؤكد أن ما يقدم على شاشة التلفزيون شيء وفي السينما شيء أخر.. فلكل منهما وضعه، وحتى المنصات الالكترونية.. فمن قديم الأزل الدراما الاجتماعية هى التي تلقى قبولًا لدي الجمهور في التلفزيون، لأنها تخاطب الأسرة دون تقديم عنف أو أى من الأشياء التي قدمتها مسلسلات أخرى، كانت ضمن المنافسة.
دون ذكر أسماء، أنا أتحدث في العموم، فلا بد أن أعي جيدًا أن ستدخل بعملي جميع البيوت، وماذا أريد أن أقدم لهم، خاصة أنه يشاهد هذه الأعمال شرائح وطبقات مختلفة من الناس، ولا أقصد بذلك أن أقدم قضايا وأضع حلولًا لها، ولكن طرح موضوعات شائكة وتخص المجتمع والأسرة ولا داعي على الإطلاق أن أقد أعمال بها عنف أو بلطجة ومشاهد تسبب وجع القلب وغضب الجمهور.. فالسينما تختلف عن التلفزيون، الأولى الجمهور هما من يذهبوا إليها بكامل إيرادتهم، ولهم حرية الاختيار، أما الثانية فأنا من أذهب لهم وأفرض عليهم المعروض.
"مالقوش في الورد عيب"، لا أرى ذلك لأن الموضوع بسيط واجتماعي جدًا عن علاقة الأباء بالأبناء في طبقات مختلفة، وليس في حاجة على الإطلاق لأكثر مما قدم عليه، لأنه سيكون وقتها مبالغ فيه، وفي النهاية المسلسلات الاجتماعية تحركها الأحداث والموضوع الذي يناقشه، وليست الميزانية.
من أكثر الأشياء التي أسعدتني هي متابعة بناتي لهذا العمل، وأصدقاؤهما أيضًا، وتفعالهم معه وتأكيدهم على أن هذه المشاكل تحدث في الواقع، وخصوصًا التنمر، جعلني أشعر أن رسالة العمل وصلت، وقدرنا نوصل للشباب، وهذا أسعدني كثيرًا.
هناك أوجه تشابه بالفعل، بيني وبين "إيمان" الأم التي قدمتها داخل الأحداث، فأنا أتمتع بالهدوء والعقل وطولة البال مع بناتي، وأسعى دائمًا أن أكون صديقة لهما وأن اقترب من تفكيرهما، ولم يعد الأمر أيضًا مثل الماضي في الحفاظ على التجمعات الأسرية بشكل يومي، فهذا الجيل يختلف كثيرًا عن ما قبله خاصة في ظل التكنولوجيا وإدمان الموبايل ونجحوا في أن يجذبونا لهذا العالم، واهتماماته المختلفة، ولكن ما زلت احرص على الحفاظ على التجمع في المناسبات العائلية والأعياد.
أشياء كثيرة أهمها الإنسانية، فهى مفتاح التربية بمعنى عد التعالي على الأخرين ومساعدة الأخر، وأن يحبوا لغيرهم ما يحبوه لأنفسهم، وعدم الهوس ببعض الأشياء، مثل الجري وراء الماركات والموضة فهذا ليس الجوهر، أنا شخصيًا ليس لدي هوس الموضة والماركات ألبس دائمًا ما يليق بي لأنني من وجهة نظري أنا "البراند وليس ما أرتديه"، فالغرب على سبيل المثال يتمتعون بالبساطة الشديدة.
لدي هوس شديد بالمطبخ وأدواته أعشقهما بشكل كبير، و"مجنونة" بهما، وأيضًا الديكورات والتحف ولكن دون مبالغة، فلا أقوم بذلك لكى يُعجب الآخرون ببيتي ويكون حديثهم، لأنني لا اهتم بكلام الناس، ولكن لكى أشعر بالراحة، والراحة تأتي من البساطة، ويكفي أن نعيش أن وعائلتي في راحة وسعادة.
أنا أجيد الطبخ والأكلات المصرية، وأجيد عمل الأكلات الإيطالية التي أحصل عليها عبر الإنترنت، وأوقات أدخل المطبخ بلا هدف وأتفنن وابتكر أكلات من دماغي، حيث أفضل التنوع وصنع أكلات من مطابخ غربية وعربية، ولدي كتب عديدة في فن الطبخ اشتريها من البلاد التي أذهب إليها من شدة عشقي للمطبخ.
في زمن الكورونا، فرض علينا أن نكون دائمًا في المنزل ومنعت الزيارات والخروج مثلما في السابق، وأقضي وقتي مع أسرتي، وهم لهم الأولوية، خاصة بعد انشغالي بالتصوير، كما أشغل وقتي ما بين الطبخ والقراءة، فأنا أعشق القراءة، وأخر كتاب قرأته كان "ذكر شرقي منقرض" للدكتور محمد طه، كما أفضل أيضًا قضاء وقت طويل على الإنترنت للحصول على المعلومات، لكي استفيد منه بشكل إيجابي.
جدًا، ولكن منذ ظهور كورونا والسفر أصبح بالنسبة لي محدود داخل مصر فقط، سافرت إلى الأقصر وأسوان، وسيوة، وأماكن ساحلية، خلال فترة كورونا.
أولا.. افتقدنا الزعيم عادل إمام في رمضان هذا العام، ونتمنى أن يطل علينا رمضان القادم بعمل جديد يمتعنا به كما عوّدنا.. وأوجه له تهنئة بمناسبة عيد ميلاده، وأقول له كل سنة وأنت طيب وربنا يبارك في عمرك وصحتك ويسعد قلبك على قد ما أسعدت ملايين في الوطن العربي بأعمال، وما زلت تسعدنا بطلتك على الشاشة.