يمكننا تعريف تقسيم المغذيات (الذي يعرف أيضا باسم تحديد توقيتات لتناول المغذيات أو الوجبات) على أنه الجدولة الدقيقة لتناول المغذيات الكبيرة التي تهدف إلى دعم جهود فقدان الوزن، فقدان الدهون أو الأهداف المرتبطة بممارسة رياضة كمال الأجسام.
فالرياضيون الذين يستخدمون تلك الإستراتيجية الغذائية يخططون بشكل محدد لمواعيد تناول الكربوهيدرات، البروتينات والدهون للاستفادة الكاملة من المزايا الغذائية لكل منها.
وربما يستعين الناس الذين يحاولون خسارة أوزانهم باستراتيجيات تحديد توقيتات لتناول الوجبات لمساعدتهم على الالتزام بخطط الأكل الخاصة بهم. ومع هذا، لا يتفق كل الخبراء على جدوى تحديد توقيتات للمغذيات بالنسبة لفقدان الدهون أو اكتساب العضلات.
إن كنتِ معتادة على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فإنك قد تلاحظين أن ممارسي لعبة رفع الأثقال يهرولون لتناول مشروب البروتين شيك بعد انتهائهم من التمرين بدقائق، حيث يحتوي ذلك المشروب على مكملات (كما المركبات العشبية) أو مكونات أخرى لزيادة فوائد تقسيم المغذيات الكبيرة. ويستخدم مصطلح "التقسيم" لوصف إجراء تحديد أوقات لتناول الأطعمة؛ لأن جدولة تناول البروتين والكربوهيدرات قد تؤثر على كيفية استخدام العناصر الغذائية أو "تقسيمها" في الجسم.
ويعتقِد الناس الذين يواظبون على تحديد أوقات لتناول المغذيات أن تناول مغذيات بعينها في توقيتات بعينها أمر يعزز تنظيم الأنسولين لفقدان الدهون وبناء العضلات.
والفكرة أنه بتمكنك من رفع مستويات الأنسولين، فإنك ستزيدين من امتصاص الجلوكوز في العضلات، وهو ما يعمل على إصلاح وبناء العضلات التي تتأثر أثناء التمرين.
وبينما دعَّمَت بعض الدراسات مسألة تحديد أوقات معينة لتناول المغذيات الكبيرة، فلم تتوصل دراسات أخرى إلى أية نتائج تؤكد وجود مزايا لمسألة تحديد توقيتات للوجبات.
إن مراقبة ما تتناولينه من أطعمة، وتوقيتات تناولها، بدقة وعناية، قد تمثل عبئا كبيرا على كاهلنا، فحتى إتباع حمية متوازنة هو أمر صعب بما فيه الكفاية على كثيرين.
وأوضح الخبراء أن مسـألة تخصيص توقيتات لتناول الطعام هي عملية تتوقف بالأساس على أهدافك. وهناك كثير من الخبراء يرون أن الحصول على توازن مناسب من العناصر الغذائية أمر أكثر أهمية من مسألة تحديد توقيتات لتناول الطعام، وهو ما يعني أن عملية تقسيم المغذيات قد تقدم مشاكل أكثر مما تقدمه من فوائد.
وأكدت دكتور ليسان ايكولز، الأخصائية المعتمدة في مجال التغذية الرياضية، أنها ترى أن الاهتمام بتحديد توقيتات لتناول مغذيات بعينها أمر يجب أن يكون مقصورا على الأشخاص الجادين بشأن مستويات لياقاتهم البدنية، مثل زبائنها من هواة ومحترفي ممارسة التمارين الرياضية، فيما ترى أن الالتزام بتناول العناصر الغذائية يوميا أمر أكثر أهمية من وضع توقيتات للوجبات بالنسبة لمن لا يمارسون الرياضة.
حال كُنتِ تحاولين خسارة وزنك وتتبعين نظاما غذائيا محكم السعرات، فلك أن تعلمي أن تحديد توقيتات للأطعمة التي تتناولينها قد يقدم لك فوائد إضافية. وأظهرت دراسة أجريت عام 2013 على 93 امرأة سمينة وزائدة الوزن كلهن يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي أن اكتساب السعرات بتناول وجبة إفطار كبيرة، ثم تناول وجبة عشاء صغيرة، كان أمرا أكثر فعالية بالنسبة لإنقاص الوزن مقارنة بعمل العكس.
وعاودت ايكولز لتقول إنه لا يوجد جدول زمني مثالي لتناول الوجبات بالنسبة للجميع، فالأمر يتوقف على الفرد نفسه وعلى كثير من العوامل الإضافية، التي من ضمنها مستوى النشاط البدني، نوع التمرين، مدة النشاط البدني وكذلك الجانب الوراثي.