مع كثرة العلاجات المنزلية وعلاجات الجمال الطبيعي، ربما تتساءل بعض النساء عن مدى فعاليتها، أمانها وطريقة استخدامها. وتعد الحبة السوداء واحدة من أبرز هذه المكونات الطبيعية، التي لطالما تم الترويج لفعاليتها فيما يتعلق بالشق العلاجي.
ويعتقد منذ فترة طويلة أن ذلك الزيت الذي يستخلص من بذور نبتة نايجيلا ساتيفا، تلك الشجيرات المزهرة التي يعتبر موطنها غرب آسيا، شمال أفريقيا وأجزاء من أوروبا، يساعد على نمو الشعر ويدعم الخصل الضعيفة كي تصير أكثر قوة وحيوية.
لكن هناك دراسة بحثية توصلت إلى نتائج تقول إن هذا المكون، الذي يعرف أيضا باسم الكراوية السوداء أو الكمون الأسود، يتسم بفعالية بعيدة المدى في مستحضرات التجميل كعامل مضاد للميكروبات، مقاوم للشيخوخة وواق من الشمس.
باختصار، قد يكون لهذا الزيت دور في تعزيز نمو خصل الشعر. وهناك بعض الدراسات التي أوضحت أن هذا الزيت قد يساعد في علاج ترقق الشعر أو تساقطه.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن مزج زيت الحبة السوداء مع زيت جوز الهند يساعد على تعزيز نمو الشعر. في حين أكدت دراسة أخرى أن استخدام هذا الزيت ساعد بالفعل على تقليل خطر تساقط الشعر بنسبة تصل إلى 76 %. كما أظهرت دراسة أجريت عام 2013 أن استخدام الزيت بشكل موضعي ساهم في تحسن حالات الإصابة بمشكلة تساقط الشعر المفاجئ، وكلها دراسات تبرز جدوى هذا الزيت.
يكمن السر في الثيموكينون، تلك المادة الفعالة بالحبة السوداء، والتي تتسم بخصائصها المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، حيث ثبت أن تلك الخصائص والسمات من الممكن أن تساعد على خلق بيئة داعمة لفروة الرأس لنمو شعر صحي.
بالإضافة لوجود هذا المكون في كثير من منتجات وعلاجات العناية بالشعر، فإنه يتوافر أيضا في صورة مكملات، لكن الخبراء يشددون هنا على ضرورة التعامل بحذر مع تلك المكملات، حيث لا يعرف أحد ما الموجود بداخلها، فضلا عن أن مادة الثيموكينون السابق ذكرها تعد أيضا من مضادات الهيستامين، بما يعني أنها تحظى بخصائص طبية محتملة وقد لا تكون مناسبة لك أو لغيرك. والخلاصة في جزئية الاستخدام هي ضرورة العودة للطبيب المختص قبل تناول أي مكملات بدون وصفة طبية.
كما هي الحال بالنسبة لأي مكون موضعي، يحتمل أن يتسبب زيت الحبة السوداء في حدوث تفاعل جلدي ضار مثل الحساسية، ولذا يوصى دائما بعمل اختبار قبل وضعه على فروة الرأس، ومن ثم الانتظار لمشاهدة ما إن كان سيحدث أي احمرار أو تهيج.
عميلة تحسن نمو خصل الشعر كغيرها من العمليات التي تحتاج إلى بعض الوقت، وما يجب معرفته هو أن زيت الحبة السوداء ليس ذلك العلاج السحري السريع، بل هو كباقي المنتجات التي يجب أن تستخدميها باستمرار لتلحظي حدوث تغيير، وهناك باحثون ينصحون بضرورة استخدام أي منتج 3 أشهر على الأقل لاكتشاف فعاليته.
الخلاصة هي أن زيت الحبة السوداء ليس علاجا إعجازيا، لكن هناك بعض الأدلة الدامغة التي تبين أنه يساعد على تعزيز صحة الشعر بالفعل، حال استخدامه باستمرار.