هل سبق لك أن لاحظت عند تمشيط شعرك بالفرشاة أن الأطراف غير متساوية؟ أو أن هناك بعض الخصل متناثرة على الجزء الخلفي من سترتك؟ - إن سبق لك التعرض لتلك المواقف، فالأرجح أنك تعانين من تقصف الشعر، وهي مشكلة شائعة ويمكن أن تحدث لأي شخص.
وعلق على ذلك ستيفن بيتشيانو، وهو خبير متخصص في العناية بالشعر، بقوله إن تقصف الشعر ينتج في الأساس عن عاملين رئيسيين هما، التلف الكيميائي والتلف الميكانيكي أو البدني.
ينتج التلف الكيميائي عند الإفراط في معالجة الشعر، وهو ما يمكن أن يحدث سواء في المنزل أو في صالونات العناية بالشعر. وأوضح بيتشيانو أنه عندما تفرط المرأة في استخدام الألوان بالمنزل (أي تفرط في صبغ شعرها) أو تترك الصبغة على الشعر لفترة طويلة جدا، فقد ينجم عن ذلك ضرر بالغ بالشعر. وكذلك في الصالونات، حين يضغط المصفف على الشعر لدرجة تتجاوز قدرته على تحمل التقصف، فحينها تحدث المشكلة أيضا.
وتابع بيتشيانو حديثه بالقول إن هناك عوامل أخرى بخلاف الصبغات قد تتسبب في حدوث مشكلة التقصف، من ضمنها المواد الكيميائية التي تستخدم في بعض المنتجات، علما بأن التلف الكيميائي في حد ذاته سيكون كافيا لتجفيف الشعر، لكن عند إقرانه بالتصفيف الحراري، فإنه يمكن أن يضعف الشعر بشكل كبير، ما ينتج عنه تقصف الشعر وهشاشته.
يحدث هذا التلف نتيجة اتباع أسلوب التصفيف الحراري بصورة يومية باستخدام الأدوات المعتادة بهذا الشأن مثل مجفف الشعر، مكواة التجعيد، المكواة المسطحة والبكرات الساخنة. وقد ينتج هذا التلف أيضا عند الضغط بشدة على خصل الشعر، مثلما يحدث مع الأشخاص الرياضيين، الذي يعرضون شعرهم أغلب الأوقات لحالة من الإنهاك، وكذلك الشابات المراهقات اللواتي ينهكن شعرهن بتسريحات الضفائر وذيول الحصان المحكمة.
فالنساء اللواتي يتميز شعرهن بملمس طبيعي يكن أكثر عرضة لمواجهة مشكلة التقصف، لأن شعرهن يكون هشا وحساسا بشكل كبير، وينصح في تلك الحالة بضرورة أن تمنح المرأة نفسها الوقت الكافي في التعامل مع الشعر وعدم الضغط عليه بأي حال من الأحوال.
ففي حال لم تكن المرأة تستخدم مواد كيميائية أو لم تكن تُعَرِّض شعرها لوسائل التصفيف الحراري ولا تداوم على اتباع تسريحات الشعر المحكمة، لكنها ما زالت تعاني من مشكلة تقصف الشعر بشكل كبير، فالأفضل لها أن تستشير طبيبا متخصصا وأن تخضع لفحص دم، لأنه في الغالب سيكون لديها نقص بالمغذيات التي من ضمنها الحديد، فيتامين إيه أو فيتامين د، حيث يمكن لذلك أن يتسبب في إضعاف الشعر أو تقصفه.
أكد خبير العناية بالشعر، هاري جوش، أن أهم عاملين لضمان تقوية الشعر وتقليل فرص تعرضه لخطر التقصف هما البروتين والترطيب، حيث يمكن للروابط البروتينية أن تعمل على إعادة هيكلة الشعر لتقويته وجعله أكثر متانة، شريطة عدم الإفراط في استخدامها، لأن الإفراط يجعل الشعر أكثر هشاشة، وهنا يأتي دور الترطيب، الذي يساعد هو الآخر في الحفاظ على حيوية الشعر، ولهذا ينصح دوما بعمل موازنة بين هذين العاملين، إلى جانب استخدام الأدوات أو المنتجات التي تعنى بفك تشابكات الشعر واستخدام زيوت للأطراف للإبقاء على الخصل ناعمة والحد من خطر تقصفها.
كما يوصى باستخدام الرذاذ الواقي من الحرارة قبل تصفيف الشعر، وأخيرا وليس آخرا استبدال ربطات الشعر المطاطية أو القماشية المحكمة بأخرى أكثر لطفا على الشعر كما الربطات التي تصنع من الحرير، وتغيير أماكن ذيل الحصان، الضفيرة أو الكعكة وتوزيعها بمناطق مختلفة من الرأس بانتظام، حتى لا يتركز الضغط على نفس المكان طوال الوقت.