كشفت المرأة المُنقذة للطفلة التي تعرضت للتحرش في القضية التي عرفت باسم "طفلة المعادي" في مصر عن أنها تعاملت كأمّ، مشيرة إلى أن أي أمّ مكانها كانت ستفعل ما فعلته، لأن لديها طفلة في سن الطفلة الضحية، وطفل أكبر منها، ولم تستطع أن تتحمل تلك المشاهد القاسية التي تعرضت لها الطفلة وأسرعت في منعه من الجريمة.
وأضافت المرأة وتدعى إنجي في تصريحات لوسائل إعلام محلية، مساء الثلاثاء، أن الجريمة وقعت في الساعة الخامسة و45 دقيقة مساء، ثم قامت بنشر الفيديو الذي سجّل الجريمة الساعة السادسة والنصف من ذات اليوم.
وأوضحت أنها توجهت إلى النيابة العامة وأدلت بأقوالها بشكل رسمي في محضر النيابة، وأنها سعيدة بما فعلته لأنها فعلت واجبها كأم.
ونشرت إنجي على موقع فيسبوك مقطع فيديو التحرش الذي حاز على اهتمام الجميع في مصر، وتم إعادة نشره آلاف المرات خلال ساعات قليلة، لكنها حذفته بعد أكثر من 12 ساعة من نشره بعد "تعرضها لضغوط" وفق المتابعين.
وحظيت السيدة بإشادات كبيرة من المتابعين ورواد مواقع التواصل، مشيرين إلى أنها التي لم تخشَ شيئاً وخرجت بشكل مفاجئ بعد مشاهدة مشهد التحرش بكاميرات المراقبة لتواجه المتحرش بكل شجاعة وتنهره وتنقذ الطفلة من بين يديه قبل أن يهرب من فعلته بعد أن واجهته بتصوير الواقعة بكاميرات المراقبة داخل العقار.
وفي أول تعليق من مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، على فيديو التحرش بطفلة صغيرة، أكد الثلاثاء، أن التحرش الجنسي بالأطفال ظاهرة كريهة منافية للإنسانية والدين.
وأكد "الأزهر" برئاسة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن التحرش بالأطفال "سلوك منحرف محرم تأباه النفوس السوية، وتجرمه الشرائع والقوانين كافة"، مشددا على أن "هذا السعَار المحموم والمذموم الذي بات ينتشر واقعيا وافتراضيا، يستوجب أشد العقوبات الرادعة، وتجريمه يجب أن يكون مطلقا ومجردا من أي شرط أو سياق".
كما قال في بيان، إن "التحرش بالأطفال ظاهرة كريهة منافية للإنسانية والسلام والمروءةِ وكمالِ الرجولة"، داعيا إلى "تشديد الرقابة على المتحرشين والإبلاغ عنهم، وتوعية الأطفال بأفعالهم الإجرامية، ورفع الوعي بجريمة التحرش كسلوك مشين يستوجب مواجهته بشكل صارم".
وطالب بـ"مواجهة هذه الظاهرة من خلال المناهج الدراسية وتناولها في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وأماكن تواجد الأطفال بطريقة تناسب طبيعة المرحلة العمرية للطفل"، مؤكدا على "ضرورة دعم الأطفال وأسرهم في المطالبة بحقوقهم، وتفعيل القوانين الرادعة للمتحرشين".
بدورها، قالت دار "الإفتاء" المصرية عبر حسابها على تويتر، إن "التحرش الجنسي بالأطفال كبيرة من كبائر الذنوب تنأى عنها كل الفطر السوية، وعلى أولي الأمر أن يتصدوا لهذه الجريمة النكراء بكل حزم وحسم، وأن يأخذوا بقوة على يد كل من تسَوِل له نفسه تلويث المجتمع بهذا الفعل المشين"، مضيفة هاشتاغ #المتحرش_بالأطفال_مجرم.