بعد عشاء فاخر، نأكل فيه أطباقًا متعددة، تبدأ بالسلطة واللحم والبطاطا والخضار المشوية، نظن أننا قد وصلنا حدًا يفوق الشبع. نحن نشعر بالتخمة حتى إننا نتخلى عن اللياقة، ونترك بقية الطعام في الطبق.
لكن بعد دقائق، وما إن تصل أطباق الحلوى، حتى نجد أننا لم نعد متخمين بالطعام، وأننا على استعداد لتناول المزيد من الحلوى الشهية. فكيف تحققت الأعجوبة، وأصبح لدينا متسع للمزيد؟
هذه المعجزة الرائعة التي تسمح لنا بتناول الحلوى لها تفسير فسيولوجي. فالسكر الموجود في الأطعمة الحلوة، يحفز رد الفعل الذي يوسع معدتك، بحسب باحثين نرويجيين. وإذا ما جاءت الحلوى بعد الشعور بالشبع التام، فإننا نقع ضحية خداع الإحساس الطبيعي بالشبع، والقدرة على تناول الحلوى في هذه الحالة هي أمر طبيعي.
المعدة مرنة وقابلة للتوسع
المعدة عضو مرن، وعندما نتناول وجبة كبيرة، تسترخي جدران الجزء العلوي من المعدة لإفساح المجال للطعام. ويرتبط مدى شعورك بالشبع ارتباطًا وثيقا بالضغط داخل المعدة، وهذا الضغط يرتبط بدوره بمدى مرونة اتساع المعدة للتعامل مع الطعام.
يقول الباحثون، إنه يبدو أن هناك ثلاثة عوامل تتعاون في إثارة رد الفعل المريح: الأول هو أن رؤية الطعام وتغلغل رائحته في الأنف وعملية المضغ والبلع لها تأثير، والثاني هو أن لضغط الطعام على المعدة تأثيره المهم، أيضًا، الثالث هو الاثنا عشر -أيضًا- "يتذوق" مكونات الطعام.
الاسترخاء مجددًا مع السكر
كل هذه المعلومات ترسلها الأعصاب إلى الدماغ، وعند رؤية الحلوى يتم مرة أخرى إرسال رسالة لخلايا الدماغ التي تشرف على استرخاء عضلات جدار المعدة، فالسكر يحفز مجددًا الاسترخاء. وهكذا يقل الضغط على المعدة ويقل الإحساس بالشبع؛ فالحلوى المشبعة بالسكر تسمح للمعدة بإفساح المجال لمزيد من الطعام.
تذوق الحلوى فقط
لإشباع الرغبة بالحلوى دون الإساءة لنفسك، فإن أفضل ما يمكنك فعله، هو قصر استهلاكك من الحلوى على مجرد تذوق الطعم الحلو؛ فجرعة صغيرة من السكر ستؤدي إلى الشعور بالرضا، وليس إلى مزيد من التخمة.
تقول الدراسة النرويجية، إن تناول قطعة واحدة صغيرة من الحلوى، بعد تناول وجبة كبيرة، سيجعلك في الواقع أكثر راحة مما لو امتنعت عن تناولها تمامًا. تذكري أنه قد يكون من الصعب تحقيق التوازن الدقيق بين الامتناع عن السكر والإفراط في تناوله، فالمشكلة تكمن في أننا لا تعرف متى نتوقف عن تناول الحلوى، فالسيطرة على استهلاك الكربوهيدرات أسهل؛ لأن امتصاصها يتم عند الطرف السفلي من الأمعاء الدقيقة، كما يتم امتصاص الدهون في مكان أعلى من الجهاز الهضمي، وهذا يعطي قدرة أكبر للسيطرة على ما نتناوله من الدهون. أما الحلوى فهي آخر ما يتم امتصاصه، لذا يصعب علينا السيطرة على الكميات التي نتناولها... تذكري دائمًا أن قطعة صغيرة من الحلوى تكفي.