في مرحلة ضغوط الكورونا.. احذري الخلط بين الحزن والاكتئاب

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
5 ديسمبر 2020,10:28 ص

مع استمرار فيروس كورونا في اجتياح العالم ووصوله إلى أرقام غير مسبوقة، فإننا نواجه حقيقة أن هذا الوباء لن ينتهي قريبا. لذلك يشعر الكثير منا بالإحباط والحزن، والبعض يرى أنه مصاب بالاكتئاب. 

لكن هل أنت ِحزينة أم مكتئبة؟ ضروري أن تعرفي الفرق بين هذين الطقسين النفسيين، ففي ذلك حماية للنفسية وللتوازن العاطفي، وهو ما عرضته وأيدته مجلة " سايكولوجي توداي".

يقول الأطباء إن هناك فرقا كبيرا بين الحزن والاكتئاب، فمن الطبيعي أن نشعر بالحزن في مثل هذه الأوقات، لكن ليس من السليم وصف هذه المشاعر بأنها اكتئاب.

لا شك فيه أن الوباء جعلنا نفقد الكثير، فقد فقدنا الشعور بالأمان، وفقدنا السيطرة على حياتنا، كما فقدنا الثقة في العالم كمكان آمن، بالإضافة إلى أن الكثيرين عانوا من فقدان الأحباء أو الوظائف أو سوء الوضع المادي.

الحزن ليس اكتئابا

عرّف التقرير المتخصص الاكتئاب بأنه استجابة للتكيف مع الشدائد، وليس مرضا عقليا. وعندما يتعلق الأمر بالوباء فإن لدينا مشكلة توتر، بالإضافة إلى مشاعر الملل والحزن والتعب، وهي أيضا أمر طبيعي جدا بسبب ضغوط الحياة غير العادية مع الوباء.

الحزن غالبا ما يوصف بأنه اكتئاب، والواقع أنه أمر مختلف عن الاكتئاب. وحين يخيم عليك فهو حقيقي ومؤلم، ومن الطبيعي أنه يجعلنا نعاني، لكننا يجب أن نعرف أن المعاناة جزء من الحياة وأنها قد تكون ذات يوم جزءا من حياتنا. صحيح إن الوضع مؤلم، لكن يمكننا التعايش معه ويجب ألا نخجل منه.

لسوء الحظ، فإن الخجل من المعاناة موجود، وهذا يعود إلى أننا لا نريد أن نشعر بالألم، وعندما نصاب بالألم لإصابة شخص ما بالمرض أو لدى فقدان أحد أفراد الأسرة، نرفض أن نصدق أنه حصل بالصدفة. فنحن نقول لأنفسنا أن الأشياء السيئة تحدث فقط للآخرين، لكن هذا ليس صحيحا، فالأشياء السيئة تحدث لنا جميعا.

البحث عن طريقة للتواصل

كيف تتعاملين مع كل هذا الحزن والضجر الذي نواجهه في هذه الأيام؟

معظم الخبراء يرون أن علينا أن نجد طريقة للتواصل، وإحدى ميزات عصرنا الحالي هي أنه يمكننا التواصل عن بعد. وقد تبين أن ممارسة الرياضة، أو أي نشاط آخر، عبر وسائل التواصل وضمن مجموعات يعرفون بعضهم منذ سنوات تعطي شعورا بالرضا. من ناحية أخرى، ونظرا لأن الضغط الأسري يزداد على الأهل في هذه الظروف، فإنه من الجيد منح الآباء بعض الوقت بمفردهم.

البحث عن إحساس بالسيطرة

مع شعورنا بأن العالم خارج عن سيطرتنا، يتعين علينا إيجاد طريقة أخرى للسيطرة على حياتنا في خضم الوضع الذي نعيشه.

بعض الناس يستمعون إلى الموسيقى أو يتأملون أو يمارسون اليوجا، فيما يمارس آخرون الركض أو يتعلمون هواية جديدة. في زمن لا نعرف فيه أجوبة لكثير من الأسئلة، المهم أن تقتنعي بأن تصنعي لنفسكِ هدفا، مهما كان صغيرا؛ لأنها استراتيجية حيوية جدا للتأقلم.

google-banner
foochia-logo