هل جرّبتِ أن تلتقطي لنفسكِ صورة سيلفي وأنتِ بدون ماكياج؟ وهل لديكِ الجرأة لأن تنشريها على صفحتك في السوشال ميديا؟
خبير علم النفس الأمريكي، مارك تريفرز، يعتقد أنها تجربة تستحق، وأن فيها من الجديد عليك ما يستحق المحاولة.
وفي تقرير أخير له بمجلة "علم النفس اليوم / سايكولوجي توداي" عرض الدكتور تريفرز كيف أنه العام 2014، اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي حملة تحت هاشتاغ "صورة سيلفي بدون ماكياج" (NoMakeupSelfie).
بدأت الحملة كمحاولة لجمع الأموال لأبحاث السرطان، لكنها سرعان ما تحولت إلى ظاهرة تعبير عن الذات، تحرير العديد من النساء من وهم المثل العليا للجمال المزيف.
كانت الحملة ناجحة بشكل كبير، وجمعت ملايين الدولارات، واستحوذت على اهتمام نساء شهيرات مثل جوينيث بالترو وبيونسيه. كان التأثير النفسي الذي تركته الحركة على العديد من أتباعها واضحا. هل كانت تلك لحظة شافية لمجتمع مهووس بالصورة؟ هل شعر الناس حقا بتحسن بعد الكشف عن ذواتهم الحقيقية؟ هل كان للحركة أي تأثير دائم على مفهوم الناس للجمال؟
وفي بحث أخير، جرت محاولة الإجابة عن بعض هذه الأسئلة فقد قام باحثون في جامعة ماكواري في أستراليا بتجربة لاختبار الآثار النفسية لصور السيلفي بدون مكياج. كان الغرض الحقيقي من التجربة هو فحص كيفية تأثير صور السيلفي (الصور بالماكياج مقابل صور دون مكياج) على الحالة العاطفية للأشخاص ورضاهم عن أنفسهم.
تم عرض صور سيلفي للمشاهير بدون ماكياج، ثم عرضت صور أخرى مع ماكياج، ثم طلب الباحثون من جميع المشاركين الإجابة عن أسئلة تتعلق برضاهم عن شكل وجوههم وعن مظهرهم العام شخصيا. فيما يلي ملخص موجز لما وجدوه:
- أدى عرض صور السيلفي المثالية للنساء الجذابات المأخوذة من إنستغرام إلى تقليل رضا الشابات عن مظهر الوجه ودفعهن إلى الرغبة في تغيير جوانب أكثر من وجههن وشعرهن وبشرتهن مقارنة بالنساء اللواتي شاهدن صورا محايدة المظهر.
- لكن عرض الصور الطبيعية بدون مكياج لهؤلاء النساء بالإضافة إلى صورهم مع المكياج قلل من تأثير الصور المثالية على رضا المرأة من مظهر وجهها.
- عرض صور مثالية مع المكياج، مع أو بدون إضافة صور بدون مكياج، لم يؤثر بشكل كبير على الرضا العام أو الحالة المزاجية للمرأة.
ما الذي يمكن أن يعلمنا إياه هذا البحث عن حركة NoMakeupSelfie؟
أولا، إضافة بعض الصور الطبيعية على صفحتك على وسائل التواصل الخاصة بك يمكن أن يحسن من رضاك عن وجهك عبر مجتمع الشبكة بأكمله، لأنها تجعلنا نكتشف تحسنا جوهريا في الطريقة التي نتعامل بها مع أخبارنا على صفحات التواصل الاجتماعي.
ثانيا، أشار البحث إلى أن الفوائد النفسية لمشاهدة صور السيلفي بدون مكياج كانت إيجابية، فقد ظهر تحسن يتعلق بالرضا عن مظهر الوجه فيما ظل الرضا عن المظهر بأكمله بدون تغيير.
الخلاصة، قد يكون الترويج المنتظم لصور السيلفي بدون ماكياج على وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الطرق لتقليل أي تأثير سلبي لمشاهدة الصور المثالية للآخرين الجذابين عبر الإنترنت. وربما تجعلك تفكرين مليا قبل الشعور بالغيظ عند مشاهدة صور الشهيرات بعد مكياج على يد فنان معروف.