رغم أهمية نبات الكزبرة والاعتماد عليه بشكل كبير في تحضير بعض الأطعمة والوجبات، لكن لا يزال هناك خلاف كبير بين محبيه وكارهيه، فبينما قد يفضل البعض إضافته لأطباق السمك، الدجاج والسلطات، فإن البعض الآخر لا يتحمل طعمه مطلقا.
ومن فرط عدم استساغة البعض للكزبرة، فقد وصل الأمر بالبعض إلى حد تدشين مجتمع إلكتروني باسم "أنا أكره الكزبرة"، وقد انضم لتلك المجموعة أكثر من 5 آلاف شخص.
وبحسب تقرير نُشِرَ في صحيفة النيويورك تايمز بهذا الخصوص، فإن كلمة "الكزبرة" مشتقة من الكلمة اليونانية التي تعني "حشرة الفراش"، وهو أمر فظ من وجهة النظر البعض بكل تأكيد. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى وصف رائحة الكزبرة برائحة أغطية الفراش المليئة بالحشرات، مع مواجهة الأوروبيين صعوبات في أغلب الأحيان للتغلب على نفورهم الأولي من هذه الرائحة الكريهة لهم.
وأظهرت دراسة بهذا الخصوص أن الحمض النووي يلعب دورا كبيرا في ذلك الأمر، وفق ما توصل إليه باحثون من شركة 23andMe المتخصصة في بحوث علم الوراثة.
وقد توصلت نفس الشركة عبر دراسة أخرى إلى أن بيئة الأشخاص وثقافتهم يلعبان دورا كذلك في ذلك الأمر، حيث تبين نسبة تتراوح ما بين 14 إلى 21 % من الأشخاص في شرق آسيا، إفريقيا والقوقاز يكرهون الكزبرة، وكذلك نسبة تتراوح ما بين 3 إلى 7 % من الناس في جنوب آسيا، الأسبان والشرق أوسطيين لا يعجبون بها.
وهي النتيجة التي لم تبدُ مفاجِئة لكون الكزبرة من المكونات الداعمة الرائجة في الأطباق التقليدية بتلك المناطق. وفي المقابل، نوه الباحثون إلى القيمة التي يمكن أن يحصل عليها الأشخاص من وراء الكزبرة عند إضافتها لمختلف الأطباق والوجبات، حيث إن أوراقها ذات اللون الأخضر الداكن تحتوي على مضادات أكسدة، زيوت عطرية، فيتامينات ( حمض الفوليك، الريبوفلافين، النياسين، فيتامين A و C وبيتا كاروتين ) وألياف غذائية. كما أنها تُعنى بتحسين المذاق الخاص بالحساء، الصلصات، ماء المخلل، السلطات وغيرها من الأطباق التي تتطلب إضافتها.
وإن كنتِ لا تفضلين الكزبرة ولا تحبين إضافتها إلى الأطعمة، فيمكنكِ أن تستعيضي عنها ببدائل أخرى، من أبرزها البقدونس، الذي يشبه الكزبرة، لكنه أكثر اعتدالا من ناحية النكهة.