على الرغم من تفشي وباء "كورونا" في العالم لا تزال المجتمعات العربية تقيم الأعراس التقليدية مخالفة بذلك قرارات السلطات الصحية بتجنب التجمعات الكبيرة.
ففي فلسطين ما زالت الأعراس مستمرة بعدد كثيف من المعازيم في قاعات مغلقة أحيانا منتهكين معظم الأجراءات الصحية بما فيها التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات الكبيرة ووضع الكمامة؛ ما دفع السلطات للقيام بحملات أسفرت عن اعتقال عدد كبير من المواطنين والمغنين وأفراد الفرق الموسيقية.
وفي تقرير لها عن الأعراس العربية ودورها في تفشي وباء "كورونا" أشارت وكالة "اسوشييتدربس" الأمريكية إلى قيام السلطات الفلسطينية في مدينة جنين باعتقال مصطفى الخطيب وبقية أفراد فرقته الموسيقية خلال عرس حاشد.
وقال الخطيب:"حكموا علينا بدفع غرامة قدرها 11 ألف دولار... هذا ليس عدلا؛ لأن الناس لن تتوقف عن الزواج ولن تتوقف عن الحفلات."
كما تم إلقاء القبض على المغني محمد أبو ناجي خلال أحد الأفراح في المدينة والذي أطلق سراحه بعد أن تعهد بعدم الغناء في الأعراس حتى بعد انتهاء الوباء.
وقال:"كان هناك أكثر من 500 شخص في الحفلة من دون آية إجراءات حماية... بالطبع هذا خطأ وأنا لم أكن سعيدا لكن لم يكن لدي خيار سوى تلبية الدعوة."
ولفتت الوكالة في تقريرها الى أن السلطات الفلسطينية أغلقت العشرات من قاعات الحفلات، إلا أن الأعراس استمرت واستمرت معها حملات المداهمة والاعتقالات والغرامات.
وأوضح التقرير أن حفلات الزفاف هي تقليد مهم لدى الأسر العربية وهي تعكس الحالة الاجتماعية للمتزوجين الجدد وأن الكثير منها يعتبر وسيلة ضرورية للمساعدة في إنشاء بيت الزوجية من خلال تلقي الهدايا المالية وغيرها.
وقالت البرفسور في الجامعة الأمريكية في بيروت رندة سرحان:"في فلسطين يعدّ الزواج أمرا وجوديا؛ لأنه إذا ما توقف الفلسطينيون عن الزواج والإنجاب فانهم يتوقفون عن الوجود... ليس لهم دولة لكن لهم عائلة."
وفي مصر اضطرت الأسر الغنية إلى نقل حفلات الزفاف إلى فيلات خاصة بها بعد قيام السلطات بإغلاق قاعات الزفاف والاحتفالات بسبب تفشي وباء "كورونا" في حين بدأ القرويون يقيمون حفلات الزفاف في الشوارع؛ ما دفع بالشرطة إلى مداهمتهم وتفريقهم.
وقال التقرير إنه بعد تراجع الإصابات بفيروس "كورونا" في مصر خفضت السلطات الإجراءات لكنها في الوقت نفسه حذرت من حدوث موجة ثانية للوباء وشددت على ضرورة إقامة الزفاف وحفلات أخرى في أمكنة مفتوحة أو فنادق مرخصة.
أما في الإمارات العربية المتحدة فالقى المسؤولون باللوم على التراخي والانتهاكات من قبل البعض لتزايد الإصابات بفيروس "كورونا" في الفترة الأخيرة فيما كشفت المتحدثة باسم وزارة الصحة الدكتورة فريدة الحوسني أن نحو 90% من الإصابات الجديدة كان سببها التجمعات في حفلات الزفاف والمآتم والمناسبات الأخرى.
ولفت التقرير إلى أن السلطات الإماراتية صعّدت إجراءاتها ضد الانتهاكات بما فيها المداهمات والاعتقالات، مشيرة إلى اعتقال 8 أشخاص الأسبوع الماضي في مناطق متفرقة بسبب تنظيمهم حفلات جماعية من دون الالتزام بالإجراءت الصحية بما فيها وضع الكمامات.
وأكد التقرير أن بعض الأزواج الجدد بدأوا بتحدي تقاليد الزفاف العربية بما فيها حفلات الزفاف الصاخبة، لافتا إلى ارتداء زوجين من مدينة الخليل الفلسطينية الكمامات والقفازات وحضور عدد قليل فقط من الأقارب حفل الزفاف الهادئ دون موسيقى.
وقال:"شكّل هذا الحفل الصغير تحديا واضحا للتقاليد؛ اذ شوهد العريس عماد شرف والعروس براء عمارنة يشبكان أيديهما وهما يرتديان القفازات ويضعان كمامات الفم فيما لم يحضر سوى حفنة من الأقارب حفل الزفاف الهادئ."