كلاهما المشي والتأمل له فوائد صحية ونفسية تعرفينها. لكن ممارسة التأمل أثناء المشي، أو المشي التأملي، هي التجربة التي إنْ دخلتِ بها فقد تكتشفين أنها متعة علاجية تُنظف ما علق في مزاجك من شوائب وبقايا توترات فترة فيروس كورونا.
ويعد المشي التأملي رياضة شائعة في كوريا وفيتنام وتايلاند وأصولها بوذية، وانتقلت مؤخرا إلى الولايات المتحدة لتصبح واحدة من طقوس استعادة البهجة التي استهلكتها الجائحة.
يطلقون عليها "كينهين" وتتمثل في المزج بين المشي والتأمل بأكثر من طريقة، إما المشي في فترة تسبقها وتتبعها جلسات تأمل، أو الاستغراق في التأمل أثناء المشي البوذي في مسارات دائرية أو بخطوط مستقيمة طويلة ذهابا وإيابا.
كلاهما كما تقول دراسة في مجلة "هيلث لاين" كفيل بأن يساعدكِ على إعادة برمجة المزاج بتطوير وعي مختلف بمحيطكِ وجسمكِ وأفكاركِ.
ما هو المشي التأملي؟
تبدأ رياضة "كينهين" بأن تضعي راحتي يديك على صدرك وتجلسي لمدة 5 دقائق مع أخذ نفس عميق. قبل البدء بالمشي استمتعي بالشعور بصدرك وهو يمتلئ بالهواء لمدة وجيزة، ثم ازفري بعمق. كرري هذا التمرين مرات عديدة ثم انطلقي في مشيتك من طرف لآخر ولتكن بإيقاع هادئ. ثبتي عينيك على بعد 2 ياردة تقريبا أمامك ثم توقفي وارجعي.
أثناء المشي حاولي إنشاء رابط حسي يوحدك مع جسدك وامنحي ذهنك الإحساس بالمكان والزمان.
لا تخافي من شرود الذهن .. اقتحميه
استريحي كل 10 دقائق ثم أعيدي الكَرّة. وإن شرد عقلك قفي ساكنة وحاولي وقف الأفكار المتلاطمة في ذهنكِ. وإن استمر العقل بالشرود ركّزي على التنفس، فهم في كوريا وفيتنام وتايلاند ينصحون بالسيطرة على شرود الذهن بترديد شعار يقول "لا تخف من شطط ذهنك بل تعرّف عليه." وهم في ذلك يؤمنون بأن كل هذا الشرود في الذهن الذي يهاجمنا أحيانا هو مجرد مشاعر متقاطعة علينا أن لا نصدقها أو نقع أسرى لها، بل نقتحمها، وهذا هو الذي يصنع الحكمة كما يقولون.
فوائد التأمل بالمشي
تؤكد الدراسة أن المشي التأملي له العديد من الفوائد الصحية والنفسية والجسمية.
فهو يزيد في تدفق الدم خاصة إلى الساقين ويعزز الدورة الدموية ويرفع مستويات الطاقة خاصة إن كان عملكِ يقتضي جلوسك لفترات طويلة، إضافة الى المساعدة في تخفيف مشاعر الكسل أو الركود. فالمشي يشجع بشكل مؤكد على حدوث توازن أفضل للنساء الأكبر سنا ويزيد في كفاءة كواحل القدمين أثناء المشي.
وغني عن القول أن المشي يساعد في تحسين الهضم. فهذه مسألة معروفة، لكن الجمع بين التأمل والمشي يساعد في تنشيط الجهاز الهضمي ومنع الإمساك، إضافة إلى تخفيض ملحوظ في نسبة السكّر بالدم، كما أظهرت دراسة أكاديمية أجريت على ممارسين للمشي العادي مقابل آخرين ممن ممارسي المشي التأملي.
وتضيف الدراسة أن رياضة المشي التأملي إذا مورست في الصباح ستمنحكِ ذهنا صافيا وواضحا يستمر تأثيره حتى ذهابكِ للسرير، حيث ستلاحظين تأثيره الإيجابي على جودة نومك. فالمشي المقترن بالتأمل يخفض القلق ومستويات التوتر، ويوسّع في أفق التركيز الذهني والتوازن الإبداعي، حسبما أفادت الدراسة.