قد يستغرب كثيرون حين يعلمون أن للحوم الحمراء دوراً في الإصابة بهشاشة العظام، رغم اعتقاد الكثير بأنها مفيدة لهم.
تأثير اللحوم الحمراء على العظام
اللحوم الحمراء وإن كانت غذاءً عالي القيمة لما يحتويه من البروتين والحديد في صورة سهلة الامتصاص، إلى جانب ما يحتويه من عناصر أخرى مفيدة، يشير أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف إلى أن البروتين الحيواني في اللحوم الحمراء بالذات يتسبب في فقد الجسم نسبة كبيرة من الكالسيوم الموجود به والمتخزن في العظام.
وبتفسير الأخصائي أكثر، فإن هذا البروتين يرفع حموضة الدم بدرجة كبيرة جداً وبخاصة إذا تناول الشخص كميات كبيرة منه، ما قد يتسبب في توقف العمليات الحيوية في الجسم إذا لم يتم معالجة هذه المشكلة بسرعة شديدة.
والنتيجة، يقوم الجسم باستخدام أكثر العناصر قلوية فيه وهو الكالسيوم؛ فيستهلك نسبة كبيرة من الكالسيوم المتخزن في العظام مما يتسبب مع الوقت في الإصابة بهشاشة العظام إذا لم يتوقف متناول اللحوم عن الإسراف في تناولها، من ناحية.
ومن ناحية أخرى، لم يعمل على تناول عناصر أخرى غنية بالكالسيوم كالخضراوات والبقوليات والمكسرات وبعض الحبوب كالسمسم وبذور الكتان وغيرها، بحيث تقوم بتعويض الجسم ما يفقده من تناول اللحوم الحمراء .
ما يُنصح به..
ما يوصي به الأخصائي الشريف الجميع وبالأخص كبار السن لكونهم الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام لأن معدل بناء العظام عندهم أقل من معدل الهدم، أن لا يسرفوا في تناول اللحوم الحمراء، كما يجب عليهم تناول كمية كافية من الخضراوات كالبقدونس أو البروكلي.
وعدم إغفال تناول الطحينة، فهي من أكثر المواد الغذائية الغنية بالكالسيوم، إذ تحتوي ملعقتان فقط من الطحينة على ما يقارب 200 ملليغرام من الكالسيوم، وهو يعادل ما يحتويه كوب كامل من اللبن والحليب، وفق الشريف.
كما يُفترض الاكتفاء بتناول اللحوم الحمراء مرة أو مرتين أسبوعياً على الأكثر، وبكميات معقولة بحيث لا تتجاوز 150 غراماً في المرة كحد أقصى.
استبدال اللحوم بالسمك
يرى الشريف، أن لحوم الأسماك، خيار وبديل جيد للحوم الحمراء وأكثر فائدة للجسم، وأسهل في الهضم طالما أنها من مصدر جيد، وليست من مزارع سمكية غير نظيفة كالتي يتغذى فيها الأسماك على الحيوانات الميتة والفضلات والتي تحتوي على معادن ثقيلة يصعب على الجسم التخلص منها، وقد تتسبب للجسم في حدوث مشاكل صحية لا حصر لها.