تم مساء أمس الأربعاء، دفن خمسة جثث لشاب وشقيقاته الأربع الذين عُثر عليهم مقتولين فوق سطح منزلهم بالأحساء شرق السعودية، حيث تم دفنهم بجوار منزلهم في مقبرة الشعبة "متجاورين" في قبر واحد وسط إجراءات احترازية مشددة.
المقبرة شهدت توافدا كبيرا من أقارب الضحايا مبكرا لحفر القبور وتجهيز مراسم الدفن، ليتم دفنهم والدموع تذرف من العيون، ودخل الوالدان في حالة صحية سيئة اضطرا بسببها لمراجعة المستشفى بعد الحادثة المأساوية التي مرا بها.
وكان الطب الشرعي قام بتشريح الجثث يوم الأحد الماضي بأمر من النيابة العامة للتحقق من تفاصيل هذه القضية الغامضة، حيث تنكشف عبر التشريح العديد من الأسئلة المتعلقة بوقت القتل، وأداة القتل وسبب الوفاة الرئيس.
يشار إلى أن مساعد المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية، النقيب محمد الدريهم، صرح بأن الجهات الأمنية بمحافظة الأحساء تلقت بلاغا عن وفـاة شاب وأربع فتيات من أسرة واحدة، بمنزلهم بقرية الشعبة، مساء يوم الأربعاء الموافق 1441/11/24هـ ، وذلك بعد عثور والدهم عليهم وقد فارقـوا الحياة، في شبهة جنائية، وقد تم استكمال الإجراءات النظامية للتحقيق في القضية وكشف ملابساتها.
والد الضحايا علي عباس الفرج البالغ من العمر 49 عاما، روى بتصريحات سابقة كيف كان يسابق الزمن مؤخرا، لإنهاء مشروع حياته وحلم عمره وهو إنجاز منزله الجديد قبل حلول عيد الأضحى، مشيرا إلى أنه أمضى نحو 24 عاما وهو يسعى للحصول على منزل في حي الصفا بمحافظة الأحساء، إلا أن كل ذلك تبدّد، ودخل في حسرة وحزن بعد فقده أبناءه في ظروف غامضة.
وأضاف والد الضحايا، بحسب صحيفة "عكاظ"، أنه وزوجته تركا أبناءهما (الابن 20 عاما) و(البنات الأربع ما بين 14 إلى 22 عاما)، واتجها إلى مسافة 6 كيلو مترات عن منزلهما الواقع في حي الشعبة، وسرعان ما أدار الأب المكلوم محرك المركبة في اتجاه العودة، كي يجتمع بأسرته، ولم يجد ردا حين طرق الباب مرةً تلو الأخرى.
بعدها اتجه للصعود إلى سطح المنزل عبر السلّم وكان الأمر أشبه بالصدمة أو الفاجعة كما يصفها خال الأبناء الضحايا إسماعيل خليفة الصالح، مضيفا، أن الابن الأكبر "مؤيد" كان مشنوقا بحبل في رقبته، أما البنات الأربع فكن ملقيات على الأرض وعلى رقابهنّ آثار طعنات.
وقال الصالح: "الأب فتح الباب للأم وعند ذهابهما مرة أخرى إلى موقع الجريمة وجدا البنت الكبرى تلفظ أنفاسها الأخيرة وحاولت الأم المكلومة تلقينها الشهادة".
ووفق ما يقول خال الضحايا، سارع الأب بالاتصال بالأجهزة الأمنية التي باشرت موقع الحادثة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبشأن مكان وقوع الجريمة، أوضح أن الجريمة وقعت في "بيت الدرج" للبنات، أما الابن فكان معلقا بحبل في رقبته تحت مظلّة وضعت لغسيل ونشر الملابس، أما الطفلة الصغيرة فكان الحبل ملتفا حول رقبتها جوار شقيقاتها على الأرض.