قد لا يجد الكثير أي علاقة تذكر بين الزيوت النباتية والحياة الجنسية، ولكن الحقيقة تقول وتؤكد أن هناك علاقة وثيقة؛ ففي السنين الأخيرة انتشرت أمراض القلب والشرايين وأصبحت من أكبر مسببات الوفاة في معظم أنحاء العالم.
كما أن ربطاً شديداً حدث بين نوع الدهون التي يتناولها الأشخاص وفرصة الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ولكن الأبحاث في هذا المجال لم تكن دقيقة وقتها، وساد الاعتقاد بأن الدهون الحيوانية والكوليسترول هما المسببان الأساسيان لأمراض القلب والشرايين.
ومن وقتها أصبح الأطباء في العالم يحذرون الجميع من الدهون الحيوانية والكوليسترول ويشجعون الناس على استبدالهم بالزيوت النباتية.
من هنا بدأت المشكلة
كما يقول أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف "من هنا بدأت المشكلة"، مبيّناً أن الناس الذين استبدلوا الدهون الحيوانية والكوليسترول بالزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت دوّار الشمس وزيت بذرة القطن كبديل للدهون الحيوانية وقعوا في كارثة كبيرة.
فعلى الرغم من أنها زيوت تتأكسد بسهولة وتنشر الشوارد الحرة داخل الجسم وتدمر القلب والشرايين والأعصاب، فإن المشكلة الأخرى الأهم لنا في هذا الصدد هو خلو هذه الزيوت من الكوليسترول والذي كان يعتقد أنه من أكبر المسببات لأمراض القلب والشرايين وأنه العدو اللدود، إلا أن الكثير من الأبحاث الحديثة أثبتت أن الكوليسترول بريء من كل ذلك وأنه مهم جداً لجميع أنسجة الجسم، ومكون أساسي لكل خلية وبالأخص الخلايا العصبية، إلى جانب أنه المكون الأساسي للهرمونات الجنسية الذكورية والأنثوية، بحسب الشريف.
ونتيجة محاولة تجنب الدهون الحيوانية والكوليسترول والاعتماد على الزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت دوار الشمس، يفقد الجسم المصدر الأساسي للكوليسترول والذي هو النواة المستخدمة في تصنيع الهرمونات الجنسية الذكورية والأنثوية، ما يؤدي إلى الاضطراب في تصنيع هذه الهرمونات، وبالتالي يؤدي إلى ضعف الرغبة والقدرة الجنسية عند الكثير من الرجال واضطرابات هرمونية واضطرابات في الدورة الشهرية والبرود الجنسي عند كثير من النساء، كما يقول الشريف.
العودة للدهون الحيوانية
من أهم ما ينصح به الشريف، هو التركيز على العودة إلى استخدام الدهون الحيوانية كالزبدة والسمن البلدي، لما أثبتته الكثير من الأبحاث الحديثة أنها بريئة من أمراض القلب والشرايين.
بالمقابل، ينبغي تجنب الزيوت النباتية الضارة كزيت الذرة وزيت دوار الشمس وزيت بذرة القطن، لكونها تدمر الجسم والصحة، وتقضي ببطء على الحياة الجنسية لدى الرجل والمرأة.
وإن كان لا بد من استخدام الزيوت إلى جانب الدهون الحيوانية؛ فزيت الزيتون هو البديل الأمثل من بين الزيوت كافة، لما يحتوي عليه من مضادات للتأكسد تحميه من التأكسد، وتحمي خلايا الجسم من التلف، فلا تسبب المضار التي تسببها الزيوت الأخرى.
