بسبب الادعاءات التي انتشرت في السنوات الأخيرة عن أضرار الدهون الحيوانية والسمن البلدي والتي ليس لها أساس علمي من الصحة، اتجه كثيرون إلى التوقف عن استخدام الدهون الحيوانية والاعتماد على الزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت عباد الشمس.
ومن هنا تبدأ المشكلة، كما يقول أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف، إذ إن الهرمونات الأنثوية والتي من أهمها الأستروجين تتكون أساسا من الكوليسترول الموجود في الدهون الحيوانية؛ فتكون نتيجة منع هذه الدهون هو اضطراب في تكوينها، ومن ثم اضطرابات في الدورة الشهرية وغيرها من الاضطرابات الهرمونية، هذا إلى جانب الأضرار الكثيرة التي تنشأ عن الاعتماد على الزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت عباد الشمس.
ادعاءات غير صحيحة
إن كل الادعاءات التي انتشرت عن أضرار الدهون الحيوانية تضحدها الأبحاث الحديثة التي أثبتت عكس ذلك، والدليل هو ما كان ينعم به الآباء والأجداد قديما من صحة وعافية رغم اعتمادهم الكلي على الدهون الحيوانية والسمن البلدي، كما يرى الشريف.
وما أثبتته الكثير من الأبحاث الحديثة هو أن الزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت عباد الشمس هما السبب في الكثير من الأمراض المزمنة إلى جانب أمراض القلب والشرايين؛ إذ إنها دهون غير مشبعة وتتأكسد بسهولة؛ ما يجعلها تنشر الشوارد الحرة داخل الجسم مسببة التهابات الجسم والمفاصل والتهابات الشرايين؛ كما أنها السبب الأساسي لأمراض القلب وليست صديق القلب كما يدعي الكثيرون.
العودة إلى الدهون الحيوانية
أولى نصائح الأخصائي الشريف لجميع السيدات هو ضرورة عودتهنّ إلى استخدام السمن البلدي والدهون الحيوانية في الطهي أو زيت الزيتون عند الرغبة في الطهي بالزيوت؛ لأن زيت الزيتون بالرغم من كونه من الدهون غير المشبعة إلا أنه يحتوي على بوليفينولات تمنعه من التأكسد؛ ما يجعله صالحا للطهي دون غيره من الزيوت النباتية.
كما ينصحهنّ بتناول الألبان كاملة الدسم وعدم نزع الدسم من الحليب، لاحتوائه على الكوليسترول اللازم لبناء الهرمونات الجنسية، بالإضافة إلى عدم نزع الصفار من البيض وتناول البيضة كاملة للحصول على كمية الكوليسترول التي يحتاجها الجسم لإنتاج الهرمونات الجنسية ولبناء الخلايا وتجديدها.
ويخلص الشريف إلى أن الكوليسترول هو احتياج أساسي للجسم وليس عدوا له كما يعتقد الكثيرون.