يعد الحليب من الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية والأملاح المعدنية والفيتامينات، فهو غني بالبروتينات والكربوهيدرات والدهون والكالسيوم وغيرها من المعادن، كما أنه غني بفيتامين(D) وفيتامين (K2)وغيرهما من الفيتامينات المهمة للجسم.
يعالج هشاشة العظام ولكن..
إن الحليب مصدر جيد للكالسيوم الذي يحتاجه الجسم للنمو وبناء العظام والأسنان، وإذا تم تناوله على صورته الطبيعية بما يحتويه من الدهون والفيتامينات، فإنه يصبح مصدرا جيدا للكالسيوم، ويتمكن الجسم من امتصاصه وتمثيله في العظام والأسنان بمساعدة هذه الفيتامينات.
ولكن بعدما أُدخلت عليه تعديلات وإضافات، وبدأ الناس يتناولونه منزوع الدسم، ظنا منهم أن ذلك يساعدهم على فقدان الوزن، وقعوا في الخطأ، لعدم صحة تلك المسألة، ولكون الدهون ليست هي السبب في السمنة، وإنما ارتفاع الأنسولين الذي يسببه الإسراف في تناول السكريات والنشويات والذي يحفز عملية تخزينها ويوقف حرقها.
وبالتفسير أكثر، يوضح أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف بأنه عندما تُزال الدهون من الحليب، تُزال معها الفيتامينات الذائبة فيها كفيتامينيْ (D) و(K2).
فإذا تناول الشخص الحليب الخالي من الدسم وهو لا يحتوي على هذين النوعين من الفيتامينات فإن هذا يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم الموجود في اللبن؛ لأن فيتامين (D) ضروري للجسم لكي يستطيع امتصاص الكالسيوم، كما أنه لو استطاع الجسم امتصاص بعض الكالسيوم الموجود؛ فلن يستطيع تمثيله في العظام والأسنان لغياب فيتامين (K2) اللازم لتمثيل هذا العنصر في العظام والأسنان ومنع ترسبه في الأنسجة الرخوة كالقلب والشرايين.
وكما أن الحليب يحتوي على نسبة كبيرة من البروتين والذي ينتج عن حرقه في الجسم نواتج شديدة الحمضية فإنه يرفع من حموضة الجسم ومن ثم يؤثر على جميع العمليات الحيوية فيه، فيحاول التخلص من هذه الحموضة الناتجة باستخدام أشد العناصر قلوية في الجسم وهو الكالسيوم، فيقوم بإخراج الكالسيوم الموجود في العظام والأسنان واستخدامه في معالجة الحموضة الناتجة من احتراق البروتينات الموجودة في الحليب، فتكون النتيجة التسبب بهشاشة العظام وضعف الأسنان بدلاً من تقويتها.
الطريقة الصحيحة لتناوله
ما ينتهي إليه الأخصائي الشريف بأن الحليب خُلق غذاءً متوازنا للاستفادة منه، وبغير ذلك، فقد يتحول إلى ما هو مؤذٍ للجسم، ومُفسد لحياة الأشخاص وصحتهم.
فإذا أرادوا تناول الحليب فليكن على حالته الطبيعية دون أية إضافات ليصبح غذاء جيدا للحوامل والمرضعات والأطفال وكبار السن، وأن لا يُزال الدسم منه لكي لا يصبح سببا في الكثير من المشاكل الصحية بعد ذلك.
وبخصوص الأشخاص الذين لديهم حساسية من سكر اللاكتوز الموجود بالحليب، فإنه يتوجب على هؤلاء تجنب الحليب أو تناول الحليب الخالي من اللاكتوز.
أما بخصوص الأشخاص الذين لديهم حساسية من الجلوتين، فقد يسبب لهم الكازين الموجود في الحليب نفس أعراض حساسية الجلوتين، عندئذٍ ينبغي عليهم تجنب تناول الحليب.