في الوقت الذي يتقبّل فيه المشاهد تأدية أدوار الشر عند الممثلين الذكور، قد لا يستسيغها لكي تؤديه بعض الممثلات. خصوصاً أن أدوار الشر غالباً ما تكون حكراً على الذكور، لصعوبة إتقانها، عدا عن احتياجها إلى مهارات وتحضيرات مسبقة ومطوّلة ربما تمتد لأشهر لتأدية الشخصية بصورتها الصحيحة.
كثيراً ما نسمع من تصريحات إحدى الفنانات عن تأدية دور "الشريرة" وهو لا يشبه أدوارها المؤداة سابقاً، أو لا يتناسب مع شكلها وشخصيتها، عدا عن اعتياد متابعيها على أدوارها التي تتصف بالطيبة والرقة.
إلا أن اضطرارها للقبول به يأتي من أن رفضها المتكرر لقبولها قد يُضعف ترشيحها من قِبل المخرجين لأداء أدوار أخرى، ما يضطرها للموافقة، حتى وإن لم يألفه مشاهدوها به من قبل، ليصبح بالنسبة لها بمثابة تحدٍّ من نوع جديد، إما تنجح به أو تفشل.
فنانات سوريات خرجنَ عن المألوف في أدوار الشر
دور أمانة والي في مسلسل عناية مشددة، لم يكن لأحد أن يتخيله، حتى هي نفسها صرحت في لقاء خاص لإحدى البرامج، بأن شخصية "هموم" كانت بالنسبة لها خاصة واستثنائية وغير موجودة إلا نادراً، بحيث شعرت بالرعب الحقيقي عندما قرأت النص، مبدية استغرابها من وجود شخصية حقيقية بهذا الشرّ المطلق، ولكن كان لا بد لها من تجسيد الواقع.
أما سلافة معمار في شخصية "نعمت" كانت الأكثر شرّاً ضمن تصويت رصده موقع فوشيا على الفيسبوك، إذ حصدت نسبة الشر لتلك الشخصية 63% من الأصوات، بينما حصدت شخصيتها في "وردة شامية" 37% من أصوات الجمهور، معتبرة أن أدوار الشرّ لها متعتها وخصوصيتها المختلفة تماماً، خاصة أمام تفاعل الجمهور القوي معها.
ومن لا يتذكر مسلسل أهل الراية، لا يمكنه نسيان جبروت وقسوة "دلال" التي أدته كاريس بشار، وبرعت في أداء زوجة الأب الشريرة والمرأة الحاقدة على أولاد زوجها، فانتقمت من كل أبنائه بطريقتها الخاصة، وصلت إلى اتهام ابنة زوجها بالشرف، ودفنها حيّة.
جيانا عيد، وهي الفنانة الهادئة والتي يغلب على أدوارها طابع الجمال وفعل الخير، فيما لم يذكّرنا أرشيف أعمالها أنها أدت دوراً شريراً واحداً، جاء دورها في مسلسل روزنا "فرح" ليميّز قدرتها على تأدية دور الأم المتسلطة المولعة بحب ابنها وتملكه فاستفزت المُشاهد وبعنف، بل وأحدثت انقلاباً جذرياً في مسيرتها الفنية.
فنانات من الخليج
تمكنت هيفاء حسين بشخصية "هناء"، زوجة الأب الشريرة والقاسية من تجسيد واحد من أبرز أدوار الشر، وهو ما أظهر عكس المعروف عن شخصيتها الحقيقية.
وتقول في إحدى تصريحات إن المراهنة على مسلسل (الخطايا العشر) تبدو منطقية. أما متابعوها على السوشال ميديا فاعتبروا أنها كشخصية رقيقة ووجهها لطيف، لا يليق بها تأدية أدوار الشر، حتى وإن كان تجربة أولى لها.
مسلسل غصون في الوحل والذي أدت فيه دور الشر الفنانة هدى حسين، "غصون" الأربعينية التي تتخبط بالحقد وفيها من العقد النفسية الكثير، ما انعكس سلباً على حياتها، جعلها تخيّر جمهورها في رسالة كانت قد وجهتها لهم إما أن يكرهوها أو يتعاطفوا معها، خصوصاً أن مثل هذا الدور لم يسبق وأن أدته من قبل.
من الأردن
دور الجازية التي تمثل الشر المطلق في كل قبيلة عربية والتي جسدتها بامتياز عبير عيسى في مسلسل رعود المزن، وهي تعيث فساداً وموتاً في كل قبيلة عربية، ساهمت بإثارة الفتن والمكائد داخل قبيلتها. ورغم ذلك تمكنت من إحداث تغيير في الدراما البدوية التي تتسم بالتسامح والبساطة.
من مصر
لم تترك الفنانة روجينا بدور "فدوى" أثراً طيباً في عملها الأخير "البرنس"، إذ كانت الأشهر في قسوتها وجبروتها خلال الأعمال الرمضانية لهذا العام.
فتاجرة المخدرات والقاتلة والمعلمة، لم تتوقع أن يترك هذا العمل آثاره السلبية عند المشاهدين، ولا أن يشكل الفارق الأكبر في أعمالها الدرامية السابقة كلها.
وهو ما يدعو للتساؤل: هل تربعت الفنانة روجينا على عرش ملكات الشر في الأعمال الدرامية الأخيرة؟