التسوق "أون لاين".. توفير لوقت المرأة أم برستيج؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
26 مايو 2020,8:19 ص

حينما نتحدث عن التسوق لدى المرأة، فإننا لا يمكن أن ننكر المقولة الشهيرة لبطلة فيلم(Confessions of a Shopaholic) ريبيكا بلوم وود: "بقدر إيماني بأن التسوق حقا يداوي الكثير عند المرأة، إلا أن تكلفة هذا العلاج عادة ما تكون باهظة الثمن! فكم مرة تدخلين فيها المنزل، وبطاقتك الإئتمانية قد تعدت الحد المسموح من المال؟ ذلك فضلاً عن الإنذارات التي قد تتلقينها من البنك مرات عديدة ليتم رد المبلغ المسحوب وفوائده بالكامل؟".

هذه حقيقة، فالتسوق بالنسبة للمرأة ليس أمرا مهما وإنما ضروري، وقد ترفض مرور يوم أو يومين دون أن تجد نفسها في السوق لشراء ما يهم وما لا يهمّ في الوقت نفسه، وهو ما يشكل عبئا على زوجها أو أسرتها التي هي بحاجة إلى تلك النفقات التي صُرفت في غير مكانها، إلى جانب حاجتهم لها في الوقت الذي تمضيه في التسوق، كما يرى المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات.

وفيما يخص الوقت الذي تخصصه للتسوق، فقد يحتل جزءا كبيرا من وقتها وهي تتنقل بين محال التسوق، خاصة إن كان هناك أزمات مرور، أو ضغوطات ومزاحمة على الشراء؛ ما يضطرها أحيانا للتنقل إلى سوق آخر تجد فيه حاجتها، وأحيانا كثيرة لا تجد ما تريد فتعود إلى منزلها فارغة اليدين.

التسوق الإلكتروني يحل مشكلتها

لأن تضييع وقت المرأة وهي تتسوق وتتجول، وتحتار أي الأسواق تذهب، قد يُسعدها أو يزعجها خصوصا إن لم تحقق الهدف المرجو من التسوق، جاءت مواقع التسوق الإلكتروني لتساعدها في الحل، وتوفر عليها الوقت والمبالغ الباهظة التي تنفقها لمجرد رؤيتها المغريات المتوفرة في الأسواق.

وهذا ما كشفته دراسة قام بها كلٌّ من روبرت ستيل وآخرون من الباحثين من جامعة سالزبوري أن المرأة تعدّ التسوق والشراء عبر الإنترنت بمثابة ممارسة لتوفير الوقت، فيما أخريات يجدنَ فيه برستيجا يميزهنّ عن غيرهنّ من النساء، لا سيما أن ما يشترينه عبر الإنترنت يصلهنّ لبيوتهنّ دون أي عناء يُذكر.

وتشير النتائج أيضا إلى أن التجار وهم يعرضون بضائعهم عبر الإنترنت يجدون في تلك الطريقة وسيلة لتسويقها بصورة أفضل وأسهل وأقل ثمنا ولا تحتاج إلا "كبسة زر"، مقابل توفير الوقت عليها. وهذا ما تميل إليه المرأة التي تعاني من ضيق الوقت وضائقة مالية في آن واحد، خاصة إذا كانت عاملة، ولديها أطفال والتزامات كثيرة.

اليوم وقد أصبح التسوق الإلكتروني هو بالنسبة للمرأة مسألة مهمة، بدلاً من هدر المال والوقت، بات أيضاً نوعا من البرستيج خاصة أنها ستُغني نفسها عن الخوض في جدال مع البائع والمحال التجارية مقابل وصول كافة مستلزماتها وحاجياتها إلى موقع سكنها، بغض النظر عن المبالغ التي تدفعها.

حتى لو كانت تلك البضائع أغلى سعرا مما هو متوفر في الأسواق، فقد تتميز بجودتها، ناهيك عن التنوع في أصنافها ومكان تصنيعها، بالإضافة إلى العروض التي تشجعها على الشراء أكثر، ما يترك لديها الخيار الواسع لما ترغب بشرائه ووضعه في سلة التسوق.

تسوق يستدعي الحذر

قد يحقق التسوق الإلكتروني للمرأة توفيرا في المال وبرستيجا اجتماعيا، بالمقابل، قد لا يعطيها النتائج المرجوّة، إن وجدت نفسها قد أنفقت الكثير من المال، لحاجيات لم تصلها كما يجب، فيما جودتها ليست كالمعروضة على الشاشة أمامها.

وعلى صعيد آخر، قد يشكل استخدام بطاقات الشراء عبر الإنترنت أعباءً وضغوطاً اقتصادية كبيرة عليها من قبل البنوك التي تطالبها بتسديد الالتزامات التي نتجت عن تسوقها الإلكتروني، وتلك مشكلة أخرى.

 

google-banner
foochia-logo