حظيت دراما رمضان 2020 بالعديد من المسلسلات المتنوعة، واستطاع "الأبْ" أن يكون عنصرًا مؤثرًا على أبنائه بشكل سلبي في العديد من المسلسلات، واجتمعت 8 مسلسلات في إظهار الأب بصورة المؤثر في حياة البطل أو أحد النجوم المشاركين في المسلسل، بأن يكون قد تسبب في عقدة للفنان أثرت على حياته وفقًا لأحداث كل مسلسل.
وأظهرت هذه المسلسلات النجوم بأنهم تأثروا بدور الأب في حياتهم بصورة سلبية، فوجدنا الدراما ترسم صورة الأب أنه كان السبب في أن يظهر أحد المشاركين في العمل كـ "إرهابي أو نصاب أو مدمن أو مريض نفسي"، كما وجدنا الأب سببًا في طلاق ابنته وهروبها وموتها.
وترصد "فوشيا" في السطور الآتية المسلسلات التي شهدت وجود دور سلبي للأب، مع استطلاع آراء المختصين حول سبب إظهار هذا في الدراما، إضافة إلى مدى التأثير النفسي على الأبناء في حال كان الأب له دور سلبي في حياتهم.
الفنانة ياسمين عبدالعزيز، تقوم ببطولة مسلسل "ونحب تاني ليه"، وظهرت بشخصية فتاة معقدة من والدها، لدرجة أوصلتها إلى وجود عقدة لديها من الرجال، حيث تم طلاقها من زوجها الذي يقوم بدوره الفنان المصري شريف منير إضافة إلى خوفها من خوض تجربة حب جديدة.
أما الفنان أحمد العوضي الذي يجسد شخصية إرهابي يُدعى "هشام عشماوي" في مسلسل "الاختيار"، فقد كان لديه عقدة من والده المتطرف، ومن ثم لم يخرج "العوضي" من حظيرة والده فكان فريسة سهلة للمتطرفين.
الفنان آسر ياسين كان معقدًا من والده الذي تسبب في احترافه مهنة "النصب"، ويعمل داخل "شلة" نصابين برفقة الفنانة نيللي كريم، في مسلسل "بـ 100 وش"، وجاء احترافه للنصب بسبب قيام والده بالنصب على والدته وسرقة جميع نقودها حتى المنزل الذي يسكنون فيه قبل أن يسافر ويطلقها، وينتقل ووالدته لمنزل جده ويعيشان فيه، ويبدأ عمر في سلوك طريق والده ليمارس النصب على زملائه تارة والسيدات العجائز "المتصابيات" تارة أخرى.
الفنان دياب، لديه عقدة من والده أيضًا في مسلسل "فرصة تانية"، وذلك بسبب معاملة والده السيئة له في الصغر، إضافة إلى تأثير هذا على حياته مع زوجته وقيامه بضربها والزواج عليها. وفي مشهد جمعه بوالده في دار المسنين قال إنه كان يفعل كل ما لذْ وطاب ويقوم بممارسة حياته الخاصة وشهواته دون النظر إلى والدته.
وفي مسلسل "البرنس"، تسبب الأب الذي يقوم بدوره الفنان عبدالعزيز مخيون، في خلافات عدة بين الأبناء؛ إذ قام قبل وفاته بتفضيل "رضوان" الذي يقوم بدوره الفنان المصري محمد رمضان على أشقائه ويكتب له جميع ممتلكاته، الأمر الذي أدخله في مشاكل مع أشقائه لدرجة جعلت هؤلاء الأشخاص لديهم عقدة من والدهم الذي كان يعامل رضوان معاملة خاصة ويتم تفضيله عليهم، فتنتقل العداوة بعد وفاة الأب إلى رضوان ويرتكبون جرائم بحقه منها القتل وإلصاق تهم السرقة به ناهيك عن تجارة السلاح والمخدرات.
ولم يتوقف الأمر عند هذه المسلسلات، ففي مسلسل "خيانة عهد"، يعاني ابن خالد سرحان عقدة من والده، إضافة إلى نسرين أمين التي تعاني من عقدة الأب في مسلسل "لما كنا صغيرين"، ويصل بها المطاف إلى مقتلها، كذلك تعاني الفنانة مي عمر، من عقدة الأب في مسلسل "الفتوة"، الذي يقوم ببطولته الفنان ياسر جلال.
وبهذا الصدد تقول الناقدة الفنية ماجدة موريس، في تصريح خاص لـ"فوشيا"، إن الأب والأم أيضًا قد يكونان سببًا في أن يعاني الابن من عقدة في حياته، وهذا من الطبيعي كونهما الأكثر تأثيرًا في شخصية الابن أو الابنة، وهو ما يجعل الأبناء يتحولون لأشخاص معقدين في علاقاتهم العامة وحياتهم الخاصة.
وأكدت أن هذه مسألة من المهم الكشف عنها في الأعمال الفنية إلا أن الأهم أننا نرى العمل حتى النهاية ورؤية الأحداث وتطورها ومعرفة هل ستستمر العقدة لنهاية الأحداث مع الفنان الذي يعاني عقدة الأب، أم يدخل أحد في حياته فيغير شخصيته، أم أن الأحداث تتغير وفقًا لخيال مؤلف كل مسلسل؟.
وأشارت إلى أنه يوجد جزء كبير من حل هذه القضية في الأحداث بالفعل، والدليل الفنانة ياسمين عبدالعزيز التي تبدأ في الحلقات التي يجري عرضها حاليًا بالتخلص من عقدة الرجال، ولذلك فتقديم أي مشكلة اجتماعية أو أي قضية تخص الأسرة أمر مهم، مبينة أننا لا نستطيع أن نقول إن الدراما أساءت لدور الأب في حياة الأبناء؛ لأن الكشف عما يدور في محيط كل أسرة لا يسيء لها، ولكن المهم كيف يتم تقديمها ومعالجتها خاصة وأن الدراما لديها مهمة تقديم قضايا المجتمع.
وفيما يتعلق برأي الطب النفسي في القضية، يقول الطبيب محمد هاني استشاري الصحة النفسية إن الأب هو عمود الأسرة ومثلما يجني سيحصد، منوها في تصريح خاص لـ"فوشيا" أن الأب عامل مؤثر في الأبناء، ولذلك فمن المهم أن يتم تقديم قضايا المجتمع في الدراما، وهذا لا يسيء للأسرة عامة أو للأب خاصة لأن الدراما مثلما تقدم المشكلة تقدم الحل وفقًا للحدث.
