يحقق مسلسل "أولاد آدم" مشاهدات جيدة في موسم رمضان الحالي، ويتحدث العمل عن مكنونات الإنسان وثنائية الخير والشر والجنس والحب، ودخل حكايات كثيرة تجمع أبطال العمل قيس الشيخ نجيب ومكسيم خليل ودانييلا رحمة وماغي بوغصن.
مسلسل "أولاد آدم" هو التجربة الدرامية الأولى التي كتبها السوري رامي كوسا متفردا بعدما شارك بتعديل بعض مشاهد مسلسل "مسافة آمان" للكاتبة السّورية إيمان السّعيد.
يسلط المسلسل الضوء على مبدأ "كل بني آدم خطّاء"، وتدور أحداث العمل حول ثنائيتين، الأولى بين القاضية "ديمة علم الدين" (ماغي بو غصن) ومقدم البرامج "غسان" (مكسيم خليل) زوجين لديهما مشاكل في الإنجاب.
وتطلّ ماغي بدور القاضية النزيهة والمرأة الناجحة التي لم يورّطها الفساد في الأحكام التي تطلقها، لكنها ليست بعيدة عن الخطيئة حيث تصدم طفلاً على الطريق وتخفي ذلك في بداية الحلقات، ثم تقع في فخ التستر على شقيقها المُدمن قضائيا بعدما ورط نفسه بأذية فتاة.
تعيش ماغي دور امرأة مكسورة ومجروحة، وتدور في هاجس الإنجاب ودوامة الدفاع عن الأحباء الذي قد يلوي ذراعها وتخسر بسببه.
يحاول زوجها مكسيم خليل بأداء مُتقن باستغلال ارتباطه بزوجته النافذة لتمرير نزواته مع النساء وحقده على العالم، يعمل لمصالحه الخاصة ورغباته دون رادع، محاولاً الالتفاف على كل من حوله حتى زوجته التي فشى بسر شقيقها لأعدائها حتى يصل إلى مبتغاه بإدارة البرامج.
يغرق مكسيم خليل في شر أعماله، ويؤدي الممثل السّوري في العمل شخصية معقدة، ويعيش بقناعة أن هذا المجتمع فاسد ومبدأ "اللهم نفسي".
أما الثنائية الثانية، فهي ثنائية الخير والشرّ. بين السارق "سعد" (قيس الشيخ نجيب) والراقصة مايا (دانييلا رحمة).
ثنائية لفتت أنظار المتابعين منذ بداية عرض المسلسل، أولا بسبب أداء قيس الشيخ نجيب بالعمل وهو يخفي إحدى عينيه التي فقدها على طريقة "القراصنة"، ودانييلا رحمة التي أتقنت دورها الشعبي بامتياز ولاحظ الجمهور انقلاب أدائها النوعي.
يؤدي قيس الشيخ نجيب دور نشّال خفيف يستطيع أن يغري الآخرين ويسرق بخفة ما في جيوبهم، لتأخذه المصادفات إلى الراقصة مايا (دانييلا رحمة)، لتبدأ حكاية حبّ مختلفة بين الراقصة التي تحاول تأمين أدنى متطلبات بقاء شقيقتها في السجن، والسّارق الذي يحاول أن يبني مشاعره الجامدة اتجاهها ويكشف سرّ عينه التي فقدها.
مما لاشك فيه أن المتابعين مستمتعون بأداء الممثلين بالعمل ببراعة، لكن البعض الآخر انتقد القصص التي لم تأت بجديد وأن مجمل الأحداث تحصل في أيامنا العادية دون حبكة درامية واضحة، حيث يحكي مسلسل "أولاد آدم" قصصهم بصورة تعتمد على الاكتشاف لما سيحصل مع تلك الشخصيات.
واللافت أن المسلسل الذي يخرجه الليث حجو، يقدم مادة درامية تعالج مواضيع الجنس والخيانة والنفس البشرية بطريقة تشعر المشاهد بفيض من المشاعر والأحاسيس مع تعابير وجوه الأبطال المُتقنة.