أثارت امرأة مصرية تُدعى فاطمة الحطاب حالة من الحزن بين رواد مواقع التواصل في مصر، وذلك عقب الإعلان عن وفاتها إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، ولم تكن وفاتها فقط المثيرة للتعاطف؛ إذ كان الأكثر تعاطفا هو أنها لحقت برضيعتها عقب يومين من وفاتها بالفيروس المميت نفسه بعد ولادتها.
ودخلت فاطمة الحطاب (39 عاما) مستشفى العزل بالإسكندرية، قبل 20 يوما جراء إصابتها بفيروس كورونا، ليلحق بها فيما بعد زوجها الدكتور شادي أبو يوسف، والذي كان قد أصيب هو الآخر بالفيروس؛ ما جعل قصتها محط أنظار رواد التواصل الاجتماعي.
واكتسبت فاطمة الحطاب حالة من التعاطف بسبب تركها وصية قبل رحيلها قالت فيها: "سامحوني واستروا عيوبي، وادعوا لي بالرحمة، وتذكروا الصحبة ولو إني أخطأت، انسو أخطائي، واذكروا أجمل صفاتي، لا أعلم بأي ساعة كتب لي انقباض روحي"، كما أوصت بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة عند الوفاة، والصلاة عليها بدون ركوع.
وأحدثت هذه الوصية ردود فعل قوية؛ إذْ بدأ الكثيرون في تنفيذ ما أوصت به، وتحول الحساب الخاص بها على "فيسبوك" إلى دفتر تعزية وأدعية لها بالرحمة والمغفرة، فكتبت إحداهن: "اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واسكنها الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا اللهم رحماك بفاطمة".
https://web.facebook.com/tamtam.hattaba/posts/2955249054536303
وكتبت أخرى: "ماتت عفيفة من العفيفات، إنا لله وإنا إليه راجعون أستاذة فاطمة الحطاب في ذمة الله توفت في مستشفى العزل في العجمي (كورونا) بعد يومين من وفاة طفلتها التى لم تر أمها وتوفيت الأم التي لم تر صغيرتها التي حملت بها تسعة أشهر وكأن الله أراد أن يرفع درجاتها فتصاب بالڤيرس وهى حامل ثم تلد في العزل ثم تموت المولودة (لتكون لها فرطا فى الجنة) ثم تلقى الله وهي نفساء ليلة جمعة في شهر مبارك فتنال أجر الشهادة إن شاء الله بالوباء والنفاس ويبكيها القاصي والداني من عرفها ومن لم يعرفها ودعى لها الجميع لترتقي بتلك الدعوات والعبرات".
وتداول البعض عبر موقع تويتر، رسائل زوجها شادي أبو يوسف، الذي يعاني الإصابة بالفيروس المميت ويخضع للعلاج حاليا؛ حيث شاركتها متابعة وعلقّت: "فى أحداث جذبت اهتمام الآلاف على مواقع التواصل عائلة مصرية استهدفها كورونا حيث أصاب فيروس #كورونا الزوج السيد شادى ابو يوسف وزوجته التى تحمل طفلة السيدة فاطمة الحطاب من مصر، سرد الزوج معاناته خلال فترة العزل نرصد ما كتبه على حسابه بالترتيب في ذلك الثريد إلى نهاية الأحداث!".
فيما كتبت مغردة: "فاطمة الحطاب فقيدة دمياط زوجة الدكتور الخلوق شادي أبو يوسف، بعد الولادة بمستشفى العزل توفيت اليوم لتلحق بوليدتها لتصبح الأم وابنتها ضحايا فيروس كورونا اللعين لتترك زوجا وثلاثة أبناء انزل الصبر والسكينة والطمأنينة في قلوبهم، رحمها الله وتقبلها وغفر لها، دعواتكم".
فيما روى المصري شادي أبو يوسف، المصاب بفيروس كورونا، زوج فاطمة الحطاب، في تصريحات تلفزيونية تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة شريكة حياته، فقال إن الإصابة جاءت من شقيق زوجته خلال مخالطته لأحد المصابين في العمل فنقل المرض لباقي الأسرة.
وأضاف زوج فاطمة الخطاب أنه تفاجأ بارتفاع درجة حرارة زوجته وكانت حاملا، وحينها أجرى الكشف الطبي وتبين إصابتها بفيروس كورونا ونقلت العدوى له وللجنين، موضحا أن زوجته توجهت إلى مستشفى الصدر وتلقت الرعاية الصحية اللازمة.
وأكد شادي أبو يوسف أن الأطباء حاولوا توليدها لتستعيد مناعتها بشكل كامل والتخفيف على الرئتين، وعندما وضعت توفيت الرضيعة بعد ساعات وعقب الولادة حدثت مضاعفات لزوجته أدت إلى وفاتها بعد وضعها على جهاز التنفس، مبينا أنه يتواجد حاليا في مستشفى العزل لتلقي العلاج وأنه يحتسب زوجته وابنته عند الله شهيدين مطالبا الجميع باتباع طرق الحماية كون هذا الفيروس سريع الانتشار.
يُذكر أن وزارة الصحة المصرية سجلت إجمالي إصابات بفيروس كورونا المستجد حتى الجمعة وهو 1794 حالة إصابة و135 حالة وفاة.